مطرود من فرنسا وهارب من الخرطوم، التقيا في دولة أفريقية ليوحدا حركتيهما، وعنوان التوحد أن طريد باريس يريد أن يقيم علاقة قوية مع إسرائيل، ويشير أهل دارفور أن هذا الكيان ستكون له سفارة في الخرطوم. تعس وخيبة هذا التجمع والتوحد ومن البديهي أن ما لم يفعلاه لدارفور وهما في مقتبل القوة والشدة والسند الدولي لن يفعلاه اليوم وقد توفرت لهما الفرص تترى ليقدما لأهلهما المفيد، ولكن نالت منهما دارفور سرابا ووهما. هم في الأصل أرباب الانقسامات التي سرت وتمددت في فصائل دارفور حتى استعصت على الحل. فقد مني مناوي قواته بعد أن حاربتها الفصائل التي أنشق عنها قبل أن يصالح والتي حاربتها الحكومة بعد أن نكص عن عهده. وفقد عبد الواحد باريس وصيتها وقوتها وإعلامها وهو اليوم لن يجد في الغابات والمنافي الجديدة ما توفره له من قبل حتى وإن تمدد إلى إسرائيل والتي يعلم أنها لم ولا يمكن أن تكون خيار أهل دارفور لتحقيق نصر على الحكومة كما يتوهم، أو لتحقيق سلام لأهله كما يأملون. لا تستحق دارفور أن يقوم على بعض من أمرها مثل هذه القيادات التي لا تحسن غير أن تضيع الفرص وتمضي في طريق الأوهام والسراب وتبيع أهلها للأوهام والأماني العراض. دارفور أرض السؤدد والأمجاد أرض الحضارات والزرع النضر المخضر والضرع الوافر تنتهي إلى قيادات لا تنفك تدور في شخوصها وأوهامها ليس لها من قضية غير خاصة نفسها. فشل مناوي في أن يدير شأن الإقليم وقد تسلمه سُلطة لدارفور وموقعا في القصر الرئاسي. وفشل نور بعد كل الدعم والمساندة والتي ولغ فيها منتهكا كل الحرمات الإسلامية والإنسانية والوطنية، مندلقا على أشد الناس في الأرض عداوة للمسلمين وللسودان. هذا التحالف المشين يؤكد على أمر جلي وواضح ومهم هو أن وقت العمل المباشر لحل أزمة دارفور قد حان، وأن على الحكومة ألا تنتظر وألا تعول على هذه الفصائل، فهي أعجز من أن تحقق سلاما وأفشل من أن تدير الإقليم إذا سلم لها عبر اتفاق. لم تعد المعسكرات صالحة لتحقق ترهات عبد الواحد، وليس في مقدور مني أن يعود مفاوضا لتحقيق شئ وهو يقبل أن يكون مطية لعبد الواحد يلم به خيبته بعد طرده من باريس وهيامه في الأرض. ولن تستطيع حكومة الجنوب أن تحقق لهما الذي يأملان، فهي من بعد أحرص على أن تؤمن حدودها التي لا يمكن أن تؤمنها إذا أرادت أن تتولى شأن الآخرين وهي مجربة في استغلال القوى الشمالية من لدن قطاع الشمال وتحالف جوبا والمناطق المُهمَّشة. آن الأوان أن تنسى الحكومة أن في دارفور قوة يمكنها أن تمضي بها إلى تحقيق سلام في دارفور، لم يعد لهؤلاء وغيرهم من قوة وليسوا هم من يؤمن على دارفور بأكثر من أهلها الذين بقوا فيها وعانوا ويلات الحروب وشدتها. هؤلاء فقدوا باريس وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وفقدوا الجنائية وتل أبيب. أمامنا الاستفتاء وزيادة الولايات وحكم يقوم عليه أبناء دارفور ومشاركة لهم في حكم البلاد جميعا ومن بعد ينفتح الطريق للسِلْم والتنمية. نقلاً عن صحيفة الرائد 17/5/2011م