انتقد خبير في الشان السوداني تقرير الامين العام للامم المتحدة الربعي عن الاوضاع في دارفور وبعثة اليوناميد خلال الفترة من يونيو حتي اكتوبر 2018م. وقال الخبير في تصريحات ل (سودان سفاري) ان التقرير حمل الحكومة السودانية مسئولية الهجمات علي مناطق التمرد ، في الوقت الذي جاءت فيه القوات الحكومية بعد هجوم المتمردين علي منطقة جاوة التي استشهد فيها نظاميين من منسوبي القوات المسلحة السودانية. واوضح الخبير ان التقرير تطرق كذلك للصراعات بين الرعاة والمزارعين ،وأشار لدور اجهزة الحكومة السودانية في منع أو الحد من تصاعد هذه الصراعات ، إلا انه عاب علي التقرير وضع هذا الصراع في خانة الصراع القبلي. واستنكر الخبير تركيز التقرير علي اعتداءات الرعاة علي النازحين والمزراعين ، وتجنبه للتطرق للسبب الرئيسي وراء الاعتداءات وهو سرقة مواشي العرب بواسطة متمردي حركة تحرير السودان "جناح المتمرد عبد الواحد محمد نور ، مشيراً الي ان الفترة التي صدر فيها التقرير شهدت سرقة اكثر من (2.000) رأس من الماشية من قبل الحركة. وفيما يتعلق بالعنف ضد المدنيين وحقوق الانسان أشار الخبير الي ان التقرير تطرق بشيء من الاختصار للتحسن الكبير الذي طرأ علي هذه الملفات بفضل حملة جمع السلاح وجهود الحكومة السودانية الداعمة للامن والاستقرار ، وركز علي التخوف من اتلاف المزارع واحتلال الاراضي في وقت لم يبدأ فيه موسم الحصاد بعد. وعاب الخبير اعتماد موظفي يوناميد في تقاريرهم التفصيلية حول انتهاكات حقوق الانسان في دارفور علي معلومات تقدم لهم من مصادر متفرقة غير موثوقة ، مشيراً لاهمية استقاء المعلومات من مصادر موثوقة ومحايدة. وقال الخبير ل (سودان سفاري) ان التقرير اغفل عن عمد الاشارة للفصل في كثير من القضايا المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان بواسطة "الأجاويد" وهي آلية معترف بها من قبل مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحة ، فضلاً عن انها من ضمن مخرجات اتفاقية الدوحة التي صادق عليها المجتمع الدولي. وحول التهديدات والهجمات علي بعثة اليوناميد واصابة الجندي المصري بطلقات نارية بمعسكر السلام في يوليو الماضي ، واطلاق النار علي البعثة في نيالا بواسطة لصوص في سبتمبر الماضي ، كشف الخبير ان الحادثتين كانتا ضد جنود مصريين لديهم تواطؤ مع لصوص يشاركون في سرقات واضحة لممتلكات البعثة من حرم مبانيها التي تتولي حمايتها وتأمينها بنفسها ، وزاد "رئيس قطاع جنوب دارفور باليوناميد ارسل شكوي لرئاسة البعثة ضد المصريين مطالباً بسحبهم". وأبان الخبير ان بعثة اليوناميد كانت تبرر تحركاتها في دارفور خلال فترة التقرير للحكومة السودانية علي انها لاسباب ودواعي امنية ، في حين أنها كانت بناءاً علي ادعاءات حركة المتمرد عبد الواحد محمد نور ، بحدوث انتهاكات وتهجير للمواطنين. جدير بالذكر ان التقرير الاممي اغفل كذلك وعن عمد الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة السودانية وتقديمها للمساعدات للمتضررين في حادثة الانزلاق الجبلي بمنطقة تابولي بشرق جبل مرة في سبتمبر الماضي ، في وقت وقفت فيه حركة عبد الواحد محمد نور ضد محاولات الحكومة السودانية لتقديم المساعدات للمتضررين ، واتهمت اليوناميد بانها قادت بعثة للتجسس علي مواقع الحركة. وكانت الحكومة السودانية منحت اليوناميد خلال فترة التقرير قد اذونات لتسيير اكثر من اربع رحلات جوية الي مواقع سيطرة حركة عبد الواحد محمد نور في محيط جبل مرة ، لتمرير المساعدات الانسانية للمتضررين في حادثة الانزلاق الجبلي ، الا ان التقرير اشار الي ان الحكومة السودانية لم توافق علي طلب اليوناميد بتسيير رحلات جوية مباشرة بين مواقع اليوناميد وفريق عمل قولو ، وهو ما وصفه الخبير بانه محاولة خبيثة لاعادة إمداد التمرد بعيداً عن الرقابة الحكومية.