تحليل سياسي قال ياسر عرمان أحد قادة قطاع الشمال بالحركة الشعبية إنه يعتبر ان ولايتي جنوب كردفان و النيل الأزرق بمثابة (مدخل للتكامل بين الشمال والجنوب)! وأشار عرمان فى تصريحات صحفية من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ان المحادثات الجارية الآن بين الحركة والمؤتمر الوطني هناك تناقش ما وصفها ترتيبات دستورية جديدة وبشأن وضعية الحركة فى الشمال . وأفاض عرمان وأسهب فى الدور الذى من الممكن ان تؤديه حركته فى الشمال لخلق علاقات جيدة مع الجنوب! وما من شك ان عرمان – وعلى اقل تقدير – يظهر خلاف ما يبطن وما تبطن حركته فى الشمال ؛ فالذي فجر الأوضاع فى جنوب كردفان ودفع الحلو للتمرد هو عرمان . الأدلة فى ذلك ثابتة ولا تقع على حصر ، وهو فعل ذلك إنفاذاً لنظريته ذائعة الصيت لخلق (جنوب جديد) هذا أمر من البداهة بحيث لا يحتاج منا لإفاضة وشرح فعرمان الذي ( يبحث دائماً عن دور) سيظل يؤجج الصراعات أينما حلّ حتى يحصل على دور، والشاب الطموح الذى (وعده زعيمه الراحل قرنق) بالكثير وتبخرت الوعود برحيل الزعيم قرنق، يئس تماماً من حركته ويحاول الآن (نفخ الروح) فى ما تبقي من (رماد) منها هنا فى الشمال . ان الشئ الذي يجب الانتباه له والحذر منه هو ان أكذوبة شائعة فى الأوساط السياسية تربط ما بين ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وقضية جنوب السودان. ان قضية جنوب السودان هى قضية جنوب السودان وحده ، بجوانبها الثقافية والاثنية والمظالم التاريخية المعروفة التى تواضعت كل النخب السياسية - حاكمة و معارضة – على انَّ حلها الوحيد هو بإعطاء الجنوب حقه فى تقرير مصيره؛ وقد كان . لا صلة البتة -لا فى الماضي و لا فى الحاضر- لهاتين الولايتين بجوهر قضية جنوب السودان ولا يسعف أى مدعي فى هذا الصدد خوض بعض متمردي هاتين المنطقتين للحرب فى صف الجنوب ضد الشمال فهذه قناعات و مواقف اتخذوها ، ولكن لا يمكن بحال من الأحوال إذا كنا نحترم حقاً العقول ان نلحق هاتين الولايتين بقضية جنوب السودان بحيث (نمنحها خصوصية) . و لهذا فان حديث عرمان حول التكامل و التعبيرات المنمقة ذات الظهر الناعم والباطن الغامض إنما هى أحاديث زيف وخديعة فالتكامل المطلوب بين الجنوب والشمال يمكن ان يتم بطول حدود الشطرين وهى حدود طويلة تمتد من اقصي الغرب الى أقصي الشرق ، كما ان التكامل لا يعني (لعب الحركة هنا وهناك على الحبلين) فاللعبة بهذه الطريقة مكشوفة وفاضحة وليس هنالك من عاقل يصدق ان أمثال عرمان والحلو يسعيان لخير السودان شمالاً أو جنوباً .