قال الناطق باسم حركة المتمرد الدارفوري المقيم بباريس عبد الواحد محمد نور ان حركته تشترط قبل الدخول في أي مفاوضات بشان حل الازمة في دارفور شرطين: اما أن توضع تحت انتداب دولي تشرف عليه المنظمة الدولية أو أن يمنح الاقليم حق تقرير مصيره بحيث يكون له حق انشاء دولة مستقله. وأضاف الناطق باسم الحركة (يحي بولاد) في حديث لصحيفة الشرق الاوسط ان حركته (غير معنية) بمفاوضات الدوحة المرتقبة ما لم يتم استيفاء الشروط التي أوردتها حركته علي لسانه والمتمثلة في الانتداب الدولي أو حق تقرير المصير!. ولا يختلف اثنان أن المعني المستخلص من هذا الحديث (المستحدث) هو أن حركة عبد الواحد لا رغبة لها اطلاقاً في التفاوض وانها فضلت استباق المفاوضات المرتقبه في الدوحة بوضع هذه المتاريس حتي تتحلل مسبقا من حضور المفاوضات. كما لا يختلف اثنان أيضاً أن هذه الشروط تم املاؤها املاءً من قوي معروفه في الخارج علي حركة عبد الواحد لأنها (شروط جديدة) ولم يسبق للحركة أن تحدثت عنها فقد كان عبد الواحد والي وقت قريب يشترط فقط منح الاقليم منصب نائب رئيس، وتعويض أهل الاقليم تعويضاً فردياً (باعطاء كل شخص تعويضاً مادياً خاصاً) . بل ان حركة عبد الواحد حين تم التوصل الي اتفاق أبوجا في الخامس من مايو 2006 كانت هي الحركة الأكثر قرباً من نصوص الاتفاق، وأعلنت موافقتها عليها ثم لما حانت لحظة التوقيع، وفي اللحظات الاخيرة تراجعت مما اضطر راعي المفاوضات، الرئيس النيجيري الاسبق لتعنيف عبد الواحد وتذكيره بأنه بموقفه هذا يتسبب في اطالة أمد معاناة أهله في دارفور، وانه كشف بموقفه هذا أنه غير جاد, وأن قراراً (خارجياً ما) يسيطر عليه. كما لا يختلف اثنان أيضاً أن الحديث عن انتداب ووصاية دولية وحق تقرير مصير وراءه علي وجه الخصوص التطلعات الاسرائيلية الهادفة الي نزع اقليم دارفور واخراجه تماماً عن السيادة السودانية وهي استراتيجية معروفة. أوردها أحدالمسئولين الروس قبل أشهر، وأشار فيها الي العبث الاسرائيلي المعروف في دارفور. غير أن عبد الواحد- بهذا الطرح النشاذ- استعدي علي حركته بقية الحركات الدارفورية المسلحة, فقد رفضت حركة الدكتور خليل هذا الطرح كما رفضته حركة أركو ميناوي, وبقية الحركات الدارفورية الاخري, هذا فضلاً عن أن الطرح اقشعر له بدن المواطنين الدارفوريين, الذين وان صبروا علي ارتباط عبد الواحد بالكيان الاسرائيلي ووجدوا له عذر هذا الارتباط الا أنهم لم يكونوا يتوقعون أن ينادي أحد أبناءهم بوضع اقليمهم (تحت وصاية دولية).. والغريب أن الناطق باسم حركة عبد الواحد يدعي أن الاقليم كان دولة مستقله جري ضمها الي السودان بالقوة في العام 1916, ثم يعود ويقول انه يريد وضع الاقليم تحت الوصاية الدولية!! كيف لاقليم سوداني يطالب باستعمار ووصاية دولية؟ هل وصلت حركة عبد الواحد الي أن الاقليم ليس فيه من هم أهل لحكمه وان الحكم ينبغي أن تتولاه المنظمة الدولية؟ ان من المفروغ منه, أن هذا الموقف التعسقي بمثابة شارة انزار مبكر الي حجم العمالة التي تمرغت في ترابها حركة عبد الواحد. ولعل القدر أراد أن يكشف حقيقة حركة عبد الواحد في هذا الوقت بالذات والسودان يدخل لاستحقاق انتخابي غير مسبوق حتي يتمكن أهل دارفور من اسقاط عبد الواحد من ذهنيتهم السياسية ويهيلوا عليه التراب ويشيعوه الي مثواه السياسي الاخير!