تحليل سياسي رئيسي طالب حزب المؤتمر الوطني الحاكم فى السودان بضرورة إخضاع عملية إجلاء جرحي الحركة الشعبية فى النزاع الدائر بولاية جنوب كردفان الى جمهورية جنوب السودان بطائرات الأممالمتحدة الى تحقيق. الوطني دعا لضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا السلوك ورمي بالكرة الى ملعب المنظمة الدولية. وتشير متابعات (سودان سفاري) فى العاصمة السودانية الخرطوم ان طائرات تابعة للمنظمة الدولية تولت عملية إجلاء جرحي الحركة الشعبية الى عاصمة دولة الجنوبجوبا دون أخذ الإذن من السلطات السودانية – كما تقتضي قواعد القانون الدولي – وكما ينص إطار التفويض الممنوح لليوناميس والذي خرقته اليوناميس خرقاً واضحاً بمسلكها هذا. ووفقاً للمتابعات فان الحالات التي تصرفت فيها اليوناميس بما يشير الى انحيازها الى المتمردين تكررت كثيراً وأن الحكومة السودانية فى أوقات سابقة رصدت العديد من هذه التصرفات المخلفة لنطاق تفويض القوات الأممية. ومن الممكن إزاء هذا التطور الى تعتبره الجهات المسئولة فى الخرطوم خطيراً ان تتحول قوات اليوناميس الى (قوة مساندة) للعمل المسلح الذى اندلع فى جنوب كردفان فى السادس من يونيو الماضي والذي بادر به المتمردون ،كما ان الأممالمتحدة لحقت بها خسائر بشرية وخسائر فى العتاد وعدت حينها بإجراء تحقيق حولها ولكنها حتى الآن ورغم مرور أكثر من أربعة أشهر لم تفعل شيئاً ومن غير المنتظر إزاء هذا الوضع ان تفعل. وإذا أردنا وضع ما قامت به اليوناميس فى إطاره الخطير فان أول ما يلاحظ فى هذا الصدد أنها ليست معنية بالتدخل فى النزاع لصالح اى من الطرفين خاصة وان العملية فى مجملها تعتبر وفقاً للقانون الدولي تمرداً داخلياً يمس صميم سيادة الدولة السودانية ويكفل لها القانون التعامل معه. بمعني واضح فان ما يجري فى جنوب كردفان هو عمل ضد القانون تقوم به جماعة مسلحة متمردة لا تستهدف فقط القوات الحكومية وإنما تستهدف كل ما يقع أمامها من مواطنين ومدنيين ومنشآت حيوية الشئ الذى يعتبر خرقاً للقانون ويمنح الحكومة السودانية حق مقاومته بشتي الطرق وإيقاف القائمين به. الامر الثاني ان تصرف اليوناميس فيه حيلولة ما بين حق الدولة السودانية فى وضع يدها على الخارجين عنها والحاملين للسلاح فى وجهها لمعاقبتهم كما تقتضي بذلك القوانين وفيه ايضاً - بذات القدر - دعم وعون للمتمردين لشن المزيد من الهجمات على الحكومة السودانية وهم فى مأمن من ان تطالهم يد العدالة السودانية كما أنهم يحصلون علي مكافأة بتضميد جراحهم وإبعادهم عن يد العدالة فى الوقت الذى استقرت فيه القوانين الدولية قاطبة على المبدأ الراسخ الذى ينص على (عدم مكافأة المعتدي) . الامر الثالث والأخير، ان تصرف قوات اليوناميس هذا نزع عنها الثقة وأثار الارتياب بشأن ما اذا كان وجودها بمثابة إسناد لوجستي للمتمردين، إذ ليس من المستبعد ان تكون هذه القوات قد ساعدت المتمردين بإيصال السلاح أو تهريبه او تهريب المعتدين، بل ان اليوناميس مطالبة بالإجابة عن سؤال بالغ الأهمية وهو إذا كان من الضروري ان تشارك فى إسناد ظهر المتمردين ومعونتهم ونقل جرحاهم للعلاج خارج السودان، لماذا اختارت جمهورية جنوب السودان ولم تطير بهم الى إثيوبيا او إفريقيا الوسطي او أى دولة أخري مجاورة؟ هل تريد الأممالمتحدة (اللعب على المكشوف) وترسيخ حقيقة الدعم الجنوبي لمتمردي جنوب كردفان؟