المعارضة هذه الأيام تعيش في بؤس شديد حتى لكأن المؤتمر الوطني وحليفه الأكبر في حكومة القاعدة العريضة الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل إتحدا في التوسل بالقصيدة الختمية الشهيرة (وأشغل أعدايا بأنفسهم وأبليهم ربي بالمرج) فقد غلبتهم (القعدة) مع بعض ورفضوا الجلوس وكيف وقد إشتد بهم المرج بعد الهرج وإتضح جلياً أن ما يفرق أحزاب المعارضة أكثر بكثير جداً مما يجمعها، والشاهد أن الأعوام لا تزيدهم إلا وهناً وخبالاً (وراح عليهم الدرب) ولكنهم لا يعترفون بذلك، فقلوبهم شتى وكل حزب يضمر الشر للآخرين ويتمنى أن يصل إلى سُدة الحُكم على ظهورهم وفور بلوغ ذلك الحلم المستحيل لن يتردد لحظة واحدة في أن يقلب لهم ظهر المجن ويتنكر لك العهود والمواثيق التي كانت بينهم وما ذلك إلا لأن ما بُني على باطل فهو بالضرورة باطل. لقد حكم التجمع على نفسه بالفشل يوم اختار فاروق أبو عيسى قائداً له وهو الذي كان بعيداً عن السودان سنين عددا في إتحاد المحامين العرب حيث عمل على إرضاء الدول العربية التابعة لأمريكا والتي ترضى عنها إسرائيل وأذاق العرب الأمرين بتلك العمالة وناصب بلاده العداء وكاد لها كيداً حتى ظن بعضنا أنه ليس (بود بلد) وهو لفظ لا يطلقه أهل السودان إلا على الرجل الفارس المتواضع (الدُغري) وهي صفات لم يشهد بها أحد لأبو عيسى، ولهذا الإختيار المريب فهم الشعب السوداني النبيه المؤامرة من أول لحظة، فللرجل تاريخ مزري وسجل ملطخ بالأوحال والعمالة ومعاداة الوطن ومحالفة كل أعدائه، ويكفي أنه لم يحقق أي نجاح سياسي بكل طيلة أربعة عقود من الزمان. أبو عيسى يملك سجلا غير مشرف البتة نرجو الاطلاع عليه في هذه الصحيفة التي رصدت تاريخه بدقة وسجلت كل مواقفه ولم تتجنى عليه بحرف واحد وكل ما سيرد هو توثيق كامل لسجل حياته ومواقفه لمن أراد أن يعرف حقيقته ويعرف أسباب فشله وسقطاته المريعة، ولأن الإنقاذ كانت تعرفه فقد نامت ملء عينيها بعد ركب قيادة التجمع وبدلا من أن يفت الرجل عضد الحكومة زاد تشتيت المعارضة وفشل التجمع فشلاً ذريعاً وعندما جاءت الحركة الشعبية إستبدلت تجمعه بتجمع أحزاب جوبا والذي قبر بدوره بعد الانفصال ليسارع الرجل لإحياء التجمع القديم ولأنه لم يستفد من تجاربه السابقة فقد ظل الفشل حليفه ولم يكن بالإمكان استبداله بالرغم من أن التجمع الحالي يضم ساسة نعترف بأنهم أفذاذ ولهم فكر ولهم بعض القبول، ولكن اليسار عرف من أين تؤكل كتف الأحزاب الموتورة ومنها الأماني (المترفة) بركوب ظهره حتى يبلغوا السُلطة وكل يضمر في نفسه أنه سيتغدى بالآخرين ويثق تمام الثقة أنهم (م – ن) خاصته. لقد إستبدل التجمع الوطني الذي هو أدنى بالذي هو خير فالصادق المهدي كان خياراً أفضل وذا خبرة سياسية لا يملكها من كانوا في المعارضة يومها والترابي كان عدوهم الألد (وأصبح الآن حميماً وحليفاً قوياً لا يشق له غبار في مناصرة تحالف اليسار) نقول ذلك لأن الصادق المهدي رجل عقلاني يعرف كيف يلبس لكل حالة لبوسها وهاهو الترابي يشهد للصادق المهدي بالواقعية السياسية من حيث لم يرد، فقد قال رداً على الإتهامات بالدعوة لإنقلاب عسكري بأن الإنقلاب مستحيل وقدإختار الصادق الجهاد المدني طريقاً وثبت عليه ومضى بخطوات وئيدة في دروب التداول السلمي للسُلطة واحسب أنه بنهجه هذا قد يحقق نجاحاً يؤكد بؤس نهج التجمع. لا يساورني شك أن كل أعضاء التجمع يعمل فيه وهو يثق أنه تحت قيادة لا يثق فيها ولا يرجو منها الكثير المهم أنها قيادة وتدخل في باب نكد الدنيا على الحر وباب الإبتلاء بسئ الأعمال والذنوب والمعاصي ونثق أن المهدي عرف ذلك منذ البداية، ولكن من يقنع بعض أبنائه؟. نقلا عن صحيفة الرائد9/1/2012