قبل حوالي أسبوعين نشرنا فى هذه الصحيفة خبراً مفاده ان هنالك مذكرة تصحيحية فى حزب الأمة وقع عليها أكثر من ألف من قيادات الحزب سوف تسلم ليد الأمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وهى تطالب بأن يقدم الأمام استقالته ويتنحي عن قيادة الحزب وهي تدعو الى عقد مؤتمر عام لاختيار قيادة بديلة، كما تحتج على مشاركة نجل الإمام فى الحكومة الحالية وتفاجئنا بأن دائرة المهجر بالحزب تصدر بياناً وتشير الى خبر (أخبار اليوم) حول المذكرة ونفيها وتصفها بالمزعومة، وألاّ علاقة لتنظيم المهجر بالحزب بهذه المذكرة ثم قبل حوالي أسبوع علمنا من مصادرنا التى لديها علاقة قوية بسكرتارية المذكرة ان المذكرة قد تم تسليمها الى مكتب الإمام الصاد وقد قرأنا لقيادات حزب الأمة فى المهجر يهاجمون بيان دائرة المهجر ويؤكدون ان المذكرة وقع عليها عدد من منظمات الحزب كبير بالمهجر ويصفون بيان النفي الذى أصدرته دائرة المهجر بأنه يمثل اتجاهاً ويستشهدون كيف أن قيادات المؤتمر الوطني قد قبلت المذكرة التصحيحية بينما ترفضها قيادات من دائرة المهجر بحزب الأمة، ويصفونها بأنها تضيق بالرأي الآخر داخل الحزب, ثم تتوالي الأحداث ويوم أمس ترد الى اغلب الصحف ورقة من مدير المكتب الخاص للإمام الصادق تتحدث عن توضيح الحقائق حول المذكرة التى وصفتها بأنها تخريبية ويمضي البيان الى ان يذكر أسماء القيادات الذين ذهبوا الى مدير المكتب الخاص وطالبوا بتسليم المذكرة للسيد الإمام وأنه اعتذر لأنها تم نشرها فى الأخبار. وفى الحقيقة وحتى مساء الأمس فإنه لم تنشر المذكرة وإنما وردت أنباء عنها ولا أدري لماذا ترفعت أجهزة حزب الأمة عن نقاش المذكرة وتكتفي بانتظار متطوعين ليردوا على أصحابها؟ هل هذه تمثل ممارسة ديمقراطية راشدة ؟ أليس حزب الأمة يمثل أعرق الأحزاب السودانية وقد رفض المشاركة فى الحكومة الحالية بصورة رسمية بذريعة أنه حزب ديمقراطي، فلماذا تضيق أجهزته بآراء العضوية التى تنشد الإصلاح، ولماذا لا يدير الحزب حواراً معهم ويحتكم الى دستور الحزب والذي أصبح بسببه حزب الأمة عبارة عن عدد كبير من أحزاب الأمة نظراً للأجنحة التى انفصلت عنه وما بقي تحت اسم حزب الأمة بقيادة الإمام الصادق هو ايضاً يحمل فى داخله عدداً من التيارات مثل الانتفاضة والتيار العام والتيار الذى يقوده الإمام الصادق ولذلك فإن الحوار وحده يمكن ان يعيد توحيد الحزب وتماسكه ووحدته. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 16/2/2012م