كشف نائب الرئيس السوداني الدكتور الحاج آدم يوسف عن صدور توجيهات بإغلاق الحدود مع دولة الجنوب، وقال إنه وبعد التاسع من أبريل المقبل لن يحط أي جنوبي في مطار الخرطوم دون إجراءات رسمية. وأضاف: إننا لن نطرد أي جنوبي سوى غير المرغوب في وجودهم. إلى ذلك أكد المحلل السياسي صلاح الدين مادبو ل(الشرق) أنه لا يحق لأي كائن من كان أن يمنع تواجد الجنوبيين في السودان، منوها إلى أن الذين يصدرون مثل هذه القرارات سيقابلون بالمعاملة بالمثل، ويجب أن يتوقعوا ردة فعل مماثلة في القوة ومضادة في الاتجاه من الطرف الآخر، لافتا إلى أن الجنوبيين بعد التاسع من يناير يمكن أن يعاملوا كالأجانب وتسري عليهم معاملة الأجانب من تأشيرة وغيرها ولكن لا يمكن منعهم من التواجد في السودان. وأرجع مادبو صدور التوجيهات بإغلاق الحدود إلى توتر العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أنها نوع من الاختبار وجزء من نوايا النظام الحاكم في السودان مستقبلا، واصفا إياها بأنها نوع من التهديد لدولة الجنوب، لافتا إلى أن ذلك الوضع سيترتب عليه الكثير من الأشياء كوقف التجارة في المواد الغذائية والمواد الأخرى التي تدخل من الشمال، مردفا بأنها في النهاية لها تبعاتها، مشيرا إلى أن الجنوبيين منذ أن بدأ نظام الإنقاذ بإصدار مثل هذه التهديدات بدأوا بالتفكير في البدائل فاتجهوا بالتفكير في الأسواق الأوغندية والكينية والأثيوبية بديلا لأسواق شمال السودان عموما والخرطوم على وجه الخصوص. لكن القيادي في الحزب الحاكم د. ربيع عبد العاطي قال ل (الشرق) إن رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت لم يتوقف يوما عن دعم الحركة الشعبية المسلحة في شمال السودان والتي تخوض حربا في مناطق النيل الأزرق ضد الحكومة المركزية في الشمال. وأضاف أن الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في الجنوب) أساءت لشعب الجنوب والآن تعمل لصالح دول الاستعمار. وحذر من أن ما كسبه الجنوب بالسلام سيخسره بالحرب. في غضون ذلك قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور مختار الأصم ل(الشرق): معروف للجميع أن الفرقتين السابعة والعاشرة اللتين كانتا تقود الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان يقودهما سلفاكير بنفسه وهي حرب معلنة من دولة الجنوب على الشمال، موضحا أن هذه حرب بالوكالة من دولة جنوب السودان بدعم أمريكي - إسرائيلي، كاشفا أنها تعمل من أجل تفتيت السودان الشمالي إلى دويلات من أجل إضعاف النظام الحاكم في السودان. من جهته؛ يرى السيد عبدالرسول النور المسؤول في حزب الأمة السودان أن الاتهامات المتبادلة بين الدولتين اتهامات كبيرة وصلت لحد شن الحرب، داعيا إلى ضرورة الدخول في حوار ومفاوضات جادة بين الدولتين لحسم الكثير من القضايا المعلقة، مشيرا إلى أن ذلك هو الحل الوحيد الذي يمكن بدوره أن يؤدي إلى نتيجة. نقلا عن الشرق القطرية 14/3/2012