بعد أن أفضت جولات المفاوضات في أديس أبابا طرفي التفاوض إلي التوقيع الأخير الذي حاز اهتمام الدوائر الإعلامية في الدولتين وصار حديث العام والخاص يعد اتفاق الحريات الأربعة خطوة جديدة في بناء العلاقات المستقبلية بين الدولتين حتى وأن جانبه الرفض وتحفظ عليه البعض الذي لم يفطن أو يستجلي حقيقة او يكلف نفسه عناء قرات الاتفاق بعد . كما يعد الاتفاق خطوة إستراتيجية مهمة في ظل التحديات الخارجية المفروضة علي السودان.وفي ذات الوقت هي مدخل لإعادة بناء العلاقة علي أسس جديدة تقوم علي تحقيق مصالح مشتركة وتدعم أواصر العلاقات بين الشعبين كما تعظم من دور السودان كدولة أفروعربية وتعزز مكانته الإقليمية أن مما مهد الطرفان لزيارة مرتقبة لرئيس السودان لجوبا واجتماعه بنظيره الجنوبي تعد خطوة إستراتيجية وضرورة تقضيها ظروف الحوار بين الطرفين وهي تهدف إلي تمهيد الطريق لأنها ما تبقي من خلافات مع دولة جنوب السودان. وتعد وضع إطار جديد يشكل العلاقة المستقبلية ليس علي المستوي السياسي والاقتصادي فقط وإنما تطال كل المستويات الاجتماعية والثقافية. الزيارة أو القمة تعد أختراقاً إستراتيجياً. رغم ما يشير إليه بعض المراقبين الذين قالوا أنها تأخرت كثيرة خاصاً عند ارتفاع معدلات التصعيد بين الطرفين في الآونة الأخيرة وإنها تأخرت كثيراً ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من لا تأتي. الخطوة مهمة لكسر الحاجز النفسي وإزالة غبار التوترات وأتربة التشنجات. وبالنظر إلي جانب القاء ربما يخلق الفرصة لأن يحدث فرق ما لم يقدر علي احرازه طرفي التفاوض و القيادة السياسية الرسمية. هنالك تحديات تعتري القمة أو الزيارة القريبة المرتقبة أولها: أن يضع الجانبان أجندة واضحة تزيل غبار الأسئلة المتكررة ثانيها: إعادة إنتاج ثقة بوقف الجنوب لعمليات التحرك العسكري ودعم المليشيات والحركات المسلحة ثالثا: وضع أرضية ثابتة يتحرك فيها وفدي التفاوض في المرحلة المقبلة. رابعاً: التحول من حالة لاسلم ولا حرب في اتجاه صحيح من العداء المستحكم إلي التصالح المستدام. خامساً: الالتزام باتفاق وقف العدائيات الموقع بين الطرفين في فبراير الفائت. عندما يلتقي الرئيسان وحينما الانفراد.لابد من الوضع في الحسبان أن المصالح التي تكمن بينهم لا تحدها حدود بعيداً عن تقطاعات المصالح مع الدول الأخرى انفرادهم بعيداً عن وسطاء وأطراف أخري يعجل بوضع حلول للكثير من القضايا الخلافية. أن أي حوار مفتوح بين القيادات الرسمية في البلدين سوف يخفف حدة التوتر ويضعف العوامل التي يمكن أن تؤدي إلي الحرب أو التي تتبعها كوارث إنسانية واقتصادية واجتماعية علي الدولتين علي دولة الجنوب وقائدها أن تعي حجم قوتها وإنها ناشئة تحتاج لمجهود كبير لتشييد البنيات الأساسية فليس من المصلحة أن تمنع الشركات السودانية بكل مكوناتها في الاستفادة من ذلك وأن تضع له العراقيل لسوء العلاقات بين البلدين وإن الاقتصاد ومصالح المواطنين العابرة لحدود الدولتين سوف تكون سبباً مباشراً في الضغط علي الحكومات من العمل علي صناعة السلام والاستقرار. ربما يؤثر الطريق المتزايد من جانب القيادة السودانية مع جوبا لان تدفعها دفعاً لان تأخذ هي دور ريادي جديد في إعادة بناء عملية سلام داخلية مع المعارضة السودانية المسلحة أو الحركات المسلحة وبقدرات الرئاسة السودانية تستطيع دفع جوبا لكي تسهم في الحل وأن تلعب الرئاسة جنوب السودان دور أساسي في حل المشكلة وتقنع الحركات بالجلوس للحوار لوقف العنف. تبقي إذاً علي عاتق القيادة في الدولتين إعادة ترتيب وللتوافق حتى تقضي القمة إلي مراميها. وحتى وأن لم تقضي إلي اتفاق رسمي ربما يخفف من سوء وحالة الاحتقان الاحترابي وحالة التوترات بين البلدين