* عندما حانت السكرة كان الفرح الهستيري يمتد في كل أنحاء دولة الجنوب. * سكر القوم وطربوا وفرحوا وهم يتحلقون حول صناديق الاقتراع * كانت قمة النشوة عندما أعلن أن نسبة التصويت بلغت 98% للانفصال * كان هو الهدف المنشود للتخلص من الشمال وكأن الشمال كان يتشبث بهم حتى يجلسوا * كان هو خيارهم الذي لم يكن مدروس بعملية دقيقة * بل كان الحقد والشعور بأنهم مضطهدون هو ما دفعهم للتصويت بهذه النسبة العالية * لعب بعض أصحاب المصالح الشخصية في تصوير أن الجنوب جنة لأهله * صدق القوم تلك الفرية التي لم تكن في بال الأغلبية * لكن الطرق على الانفصال وتكوين دولة .. سيعيد كرامة القوم * وذهبت السكرة ودخلت الفكرة * وندم القوم عندما وجدوا أنفسهم أنهم كانوا في لحظة نشوة غيبية * ظنوا من قبل أن هنالك جنسية مزدوجة * السكرة لم تجعلهم يقرأون كراسة الاتفاقية جيداً * أختلط عليهم حابل وهم الجنسية * ووعوا على نابل أن بعد الانفصال يكونوا أجانب * 13 ألف جنوبي معلق في ميناء كوستي الجاف * وجفت حلوق المعلقين * عرفوا أن العطالة ستكون ضاربة بجذورها في الجنوب * والجلوس تحت ظل الأشجار ما أسهله * عرفوا أن الدولة لا بنيات تحتية ولا مؤسسات تستوعب هذا الكم الهائل * ورغم ذلك تخوض حرباً فاشلة * عاشوا على وهم من صوروا لهم جنة الجنوب * فكان التباكي على مد فترة الوجود في الشمال حتى وجود مخرج * في الوقت الذي تصوب بنادق الجنوب نحو الشمال وبتروله وقواته المسلحة ومواطنه الأعزل الذي هجموا عليه في تلودي * و 12 ألف آخرين من الطبقة المتعلمة * طبقة اعتادت علي العمل تحت المكيفات وركوب العربات الفارة * الانتقال بدون أي مقدمات وفجأة لحياة الأشجار والغابة جعلت الفكرة تأتي أخيراً بعد أن راحت السكر * الدولة التي تدعم المتمردين وتفتح أراضيها تطالب وبدون حياء أو خجل بتمديد الفترة حتى توفيق الأوضاع * سلفا ... انطبق عليه المثل (يداك أوكتا وفوك نفخ) * والجماعة ساعدوه على النفخ حتى خلص الهواء * وبالسوداني البتسوي بايدك يغلب أجاويدك * وأجاويدك تفرجوا بعد أن دفعوك للهاوية * وهاوية النوير وسيطرتهم على آبار البترول ستقلب الطاولة علي سلفا * وفتح النيران في كل لاتجاهات * يجعل الربيع الأفريقي وبوادره على أحدث دولة في التاريخ * وبرأي سويتا في نفسي نقلاً عن صحيفة الآن 11/4/2012م