الخطوة التالية من جنوب السودان هي المطالبة بالعاصمة الخرطوم وسيكون من يقف خلف هذه المطالبة باقان أموم ليس لموقعه في قيادة الحركة الشعبية أو حقده المتأصل على الشمال بل لسبب آخر وهو لكونه ينتمي إلى قبيلة الشلك وهذه القبيلة تعتقد أن مسمى الخرطوم يعود للشلك وأصله في لغة الشلك (كادا دوم) والذي تحول إلى الخرطوم ويعني عندهم نقطة التقاء النيل وأصل الحكاية عندهم أن قوة من جيوش الشلك وصلت في معارك لها إلى منطقة الكوة وأن فريقاً من جنودهم تحركوا ورأوا منطقة المقرن الحالية وسموها بهذا الاسم. ونتوقع أن يخرج جنوبي آخر من اللاو نوير والذين تنحدر منهم طائفة من أصول يهودية للمطالبة بمنطقة حلفا إذ أنهم يعتقدون أن دولتهم تمتد إلى أقصى الشمال وجنوب مصر واسمها عندهم هو الذي ينشدونه في النشيد الوطني الحالي وهو كوش ويقول النشيد: أيها الرب العظيم نصلي لك ونمجدك لترأف بكوش أرض المحاربين الأشداء ومهد الحضارات. والحضارات عندهم هي التي تجمعهم باليهود من خلال هذا الاسم(كوش) من التوراة مثلما قال وزير الثقافة الأسبق في الجنوب واسمه ماريال شانسون شانق وكان يعترض على هذه التسمية وقال أنها تسمية توراتية إذا هي التوراة التي تجمع الجنوب بإسرائيل . وتحرك الدكتور رياك مشار في هجليج وهو مسنود بمطالبة كنسية ليزور إسرائيل وهو يتمتع بحيازة عصا النوير فإنه يريد أن يضم ما تصوره له هذه المفاهيم بأنه أرض النوير لتكتمل عنده الثروة والأسطورة والسند اليهودي وهذا عماد حكم قوي يسنده . وسيأتي باقان أيضاً محملاً بأوهام يطالب فيها تبعية الخرطومللجنوب ولا نعلم هل سيظهر ديفيد بسيوني ليطالب بحلفا وديفيد هذا هو مرشح قرنق لرئاسة وزراء حكومة الجنوب عام 2001 وهو يهودي جنوبي من قادة التمرد حسبما أوردت الراية القطرية في العشرين من أكتوبر عام 2007 . دولة الجنوب دولة أساطير مثل إسرائيل تماماً تقوم على الأسطورة الدينية ومثل هذه الدولة لا تقوم على القيم والمواثيق الدولية بل على التخرصات والأوهام وهي دولة يصعب التعايش السلمي معها لأن لغتها ذاتية تخاطب نفسها من خلال العقيدة الدينية وهي دولة لا حدود لها بل حدودها في أضابير الأساطير لا تعلن حقيقتها وترسم خطوطها علناً لتعلن خطاً كلما توفرت الظروف وتضم مساحة كلما مكنتها القوة العسكرية . ودولة الجنوب حالياً ستكون أول دولة شقيقية لإسرائيل بشهادة ميلاد وليست بالتبني وسيكون دعمها لها بلا حدود لتتمدد بلا حدود . هذه الدولة ينبغي أن تواجه من مهدها وليس بالحجارة التي لا تصيب منها مقتلاً بل بالقوة التي تؤمن الحدود وتقف بالمرصاد لكل تحرك منها ليقابل بالقوة التي تحسمه والدولة اليهودية بسطوتها اليوم فهي لا تعيش إلا بالدعم والسند ولو تخلت الولاياتالمتحدة عن إسرائيل اليوم لما بقيت ليوم واحد وعلينا أن نتبصر ولا نسمح للسرطان أن يتمدد في أراضينا نقف في أرضنا لا نعتد ولكن لا بد أن يكون رد العدوان علينا ساحقاً وقوياً ينسف قوة المعتدين وينسف معهم ما يحملون من خرافات وأوهام. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 16/4/2012م