بعد أسبوع من الغليان عاد الهدوء لمنطقة العباسية بعد نجاح حظر التجول في إنهاء حالة الفوضي التي عاشتها المنطقة نتيجة الاعتصامات والمواجهات الدامية بين المتظاهرين والقوات المسلحة. اختفت أكوام الطوب والحجارة من الميدان التي كانت تستخدم في المواجهات وتم رفع المتاريس وإعادة حركة المرور لطبيعتها ولأول مرة منذ أسبوع قامت المحلات والمقاهي بفتح أبوابها ودبت الحركة في المنطقة بالكامل بعد أسبوع من الرعب. تحقيقات الأهرام تجولت في منطقة العباسية لرصد الواقع علي الطبيعة والتقت الأهالي وشهود العيان. الحاج فتحي إبراهيم صاحب محل لتصنيع الأخشاب يقول إن المسيرات المؤيدة للشيخ حازم أبو إسماعيل توجهت إلي شارع الخليفة المأمون وإعتصمت أمام وزارة الدفاع منذ يوم السبت الماضي حتي قامت بنصب الخيام هناك بالإضافة إلي أعداد كبيرة تعزيزية من جميع المحافظات تأييدا لهم ولمطالبهم. وكان مسجد النور هو مكان الالتقاء والتمركز علي مدار السبعة أيام, لأن هناك أخرين من داخل المسجد يمدون هؤلاء المتظاهرين بالسلاح والذخائر. الحركة المرورية عادت الى طبيعتها بالعباسية ويلتقط أطراف الحديث مواطن آخر من أهالي غمرة قائلا: أننا أهالي العباسية حاولنا حماية منازلنا من هجوم هؤلاء البلطجية لأنهم ليسوا متظاهرين كما يشاع وكما يطلقون علي أنفسهم فهم قاموا منذ يوم الثلاثاء الماضي بإقتحام المنازل ومطالبة السكان بإخلاء المنازل أو إعطائهم المبالغ الموجودة في البيت, كما طالبوا الأهالي بعدم الخروج من شرفات المنازل أو النزول إلي الشارع حقنا للدماء وأيضا شنوا هجوما علي جميع محلات العباسية وقاموا بتحطيم واجهات المحلات الزجاجية وأيضا كانوا يشوهون واجهات السيارات الموجودة في شارع غمرة ولكن كان أهالي العباسية جميعهم يلاحقونهم ويضربونهم منذ ماسبق من أحداث لذلك قام أنصار أبو إسماعيل بخطف وقتل بعض من أهالي العباسية وتجمعوا من خلال الفيس بوك بإصدار صفحة لإهدار دم أهالي العباسية لأنهم من نشطاء العسكر المطالبين برءوسهم. ومن ناحية أخري يقول د.محمود النمس نائب مدير مستشفي عين شمس التخصصي انه بالأمس بعد صلاة العصر حوالي الساعة الثالثة والنصف كان هو الهجوم الأول علي المستشفي من المتظاهرين, مما أسفر عن دخول عدد من مصابي الجيش نحو70 حالة إصابة بالرأس منهم8 جراحات وتجبيس الرجل و150حالات إصابات من المتظاهرين الذين تم إسعافهم سريعا لأنهم كانوا يصرون علي الخروج ولكن أثناء خروجهم كانت سيارات الشرطة العسكرية تقوم بالقبض عليهم لمساءلتهم والآن باقي ثلاثة فقط يتلقون العلاج هم: بلال فتحي( جراحة مخ وأعصاب) ومحمد سامح السيد ووائل فوزي. ولكن جميع العساكر وضباط القوات المسلحة تم نقلهم إلي مستشفي القبة للقوات المسلحة ومنهم ضابط مصاب بقطع جرحي بسبب إصابته بمطواة من الظهر, أما الباقي جميعهم إصابات بالرأس بسبب تراشق الحجارة في الرأس والعين. ولكن التلفيات التي وقعت في مستشفي عين شمس هو ما أحدثه المتظاهرون من محاولات لكسر الحديد والزجاج. أما أشرف إسماعيل مدير العلاقات العامة بمستشفي عين شمس التخصصي فيقول تم كسر الحواجز الحديدية من قبل المتظاهرين أمام المستشفي ولكن لاتوجد أي خسائر داخل المستشفي, كما كان هناك تأمين كامل لمرضي مستشفي عين شمس التخصصي وكان هناك تأمين من الشرطة العسكرية في أثناء هجوم ودخول بعض المتظاهرين بالعنوة لإثارة الفتن وسرقة مستلزمات المستشفي واستخدامها ضد قوات الجيش والدفاع عن أنفسهم. ويؤكد أن متوسط المرضي الموجودين حاليا حوالي750 مريضا بالإضافة إلي مرضي العناية المركزة لأن مستشفي عين شمس التخصصي يعد من أكبر مستشفيات مصر وبها مايقرب من ألف سرير وهي تعمل من يوم السبت إلي الأربعاء أما يوما الخميس ويوم الجمعة الإجازة الأسبوعية كنا علي استعداد تام لما سيحدث يوم الجمعة وتحولت المستشفي إلي مايشبه الكتبية العسكرية أولا لحمايتها من الهجوم ولكن حمدا لله لم يتعرض أي مريض للهجوم من قبل المتظاهرين. وهناك تواجد مكثف من قبل جميع الأطباء وفريق التمريض. المصدر: الاهرام 6/5/2012م