تقدم السيد السفير دفع الله الحاج علي مندوب السودان الدائم لدي الأممالمتحدة بشكوي إلي مجلس الأمن أكد فيها أن الأيام الثمانية الماضية قد شهدت خروقات صارخة واعتداءات عبر الحدود من قبل قوات دولة الجنوب وأن هذه الإعتداءات تمثل خرقاً واضحاً ومتكرراً للقرار 2046 ، وقد تمثلت في الآتي : أولاً : تسللت قوات من دولة جنوب السودان قوامها كتيبتان مزودتان بدبابتين وعدد من الأسلحة الثقيلة بما في ذلك المدافع الرباعية والراجمات ، حيث دخلت هذه القوات إلي مسافة تبعد (23) كيلومتراً إلي الشمال من حدود 1 يناير 1956 ، وارتكزت هذه القوات بالقرب من منطقة الميرم إلي الشمال من بحر الغزال وحاولت عدة مرات احتلال تلك المنطقة حيث تصدت لها القوات المسلحة السودانية وردتها علي أعقابها ، وذلك خرق واضح للقرار 2046 (2012) . ثانياً : خلال يومي 22 ، 24 من مايو الجاري ، كثفت قوات دولة الجنوب هجماتها علي ثلاث مناطق بولاية جنوب دارفور وهي كافيا قنجي ، سيري ملاقا وسماحة داخل الأراضي السودانية ، ونفذت سلسلة من الهجمات العسكرية التي روعت المدنيين خاصة الشرائح الضعيفة من النساء والأطفال وذلك في منطقتي كافيا قنجي وكفن دبي بولاية جنوب دارفور ، أوضحت الشكوي أن المنطقتين اللتين تعرضتا للهجوم تبعدان مسافة (15 20) كيلو متر إلي الشمال من خط حدود 1 يناير 1956 ، وذلك أيضاً خرق واضح للقرار 2046 (2012) . ثالثاً : أرسلت دولة الجنوب أرتالاً من فصائل المشاه من جيش دولة الجنوب مزودة بالأسلحة الثقيلة حيث انضمت تلك القوات إلي المجموعات المتمردة المتحالفة تحت ما يسمي بتحالف كاودا وقامت بمهاجمة منطقة تلودي والقري المجاورة لها عدة مرات وقد تصدت لها القوات المسلحة السودانية وردتها علي أعاقبها وما زالت تطارد الفلول المتبقية منهم في المناطق المجاورة لمدينتي تلودي وكادوقي ، وهذا خرق آخر للقرار 2046 (2012) . رابعاً : تسللت قوات تابعة لدولة الجنوب إلي منطقة أم دافوق وأنضمت إليها بعض العناصر التابعة لفصيل حركة مني أركو مناوي المتمردة في دارفور والرافضة للسلام حيث قامت تلك القوات بعدة عمليات عسكرية في محاولة منها لدخول منطقة أم دافوق ، وهذا أيضاً خرق آخر للقرار 2046 (2012) . 2. ورداً علي رسالة كان قد بعث بها سفير دولة الجنوببالأممالمتحدة متهماً حكومة السودان بالقيام بعمليات قصف جوي علي منطقة مارقوت بولاية بحر الغزال ، أوضح السيد المندوب الدائم أن هذه إتهامات باطلة ، وأن دولة الجنوب تحاول بذلك الخداع والتغطية علي الخروقات الصارخة التي قامت بها . ورداً علي ما جاء في رسالة سفير دولة الجنوب بأن القوات المسلحة السودانية هاجمت منطقة ودكونة ، أوضح السيد المندوب الدائم أن منطقة ودكونة تشهد مواجهات دامية بين قوات دولة الجنوب والمجموعات المتمردة عليها من قبيلة الشلك . كما أكد أن القوات المسلحة السودانية ليست لها وجود اصلاً في الجزء الشرقي لولاية جنوب كردفان المتآخم لولاية بحر الغزال بدولة الجنوب حيث تدور الإشتباكات هناك بين قوات دولة الجنوب والمجموعات المتمردة عليها . وأن القوات المسلحة السودانية تتواجد فقط في المدن الثلاثة الرئيسية في الجزء الشرقي من ولاية جنوب كردفان وهي أبو جبيهة ورشاد والعباسية وتتفاوت مسافات تسلل قوات دولة الجنوب داخل الأراضي السودانية لأكثر من مائة كيلو متر من الحدود مع دولة جنوب السودان . 3. وطالب السيد المندوب الدائم مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه الخروقات الخطيرة من قبل دولة الجنوب للقرار 2046 ، وإلزام دولة الجنوب بأن توقف فوراً عدوانها علي أراضي السودان ودعمها للمجموعات المتمردة في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ، وأن تقوم فوراً بسحب قواتها الموجودة إلي الآن داخل الأراضي السودانية ، وأكد السيد المندوب الدائم في ختام رسالته أن الحكومة السودانية التي أعلنت التزامها بتنفيذ القرار 2046 ما زالت إلي الآن هي الطرف الملتزم ، وأنها ترجمت هذا الإلتزام من خلال إعلان استعدادها للجلوس للتفاوض مع دولة الجنوب تحت رعاية الفريق الرفيع المستوي التابع للإتحاد الإفريقي . خبر إعلامي تقدم المندوب الدائم للسودان لدي الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي برسالة لرئيس مجلس الأمن نقلت تحفظ السودان واحتجاجه علي الخارطة الإدارية والأمنية التي أشار إليها قرار مجلس الأمن رقم 2046 والتي قدمها الوسيط الأفريقي للطرفين من قبل والتي أدخلت المنطقة الخامسة المتنازع عليها والتي تقع علي بعد أربعة عشرة ميلاً جنوب بحر العرب ضمن خارطة دولة جنوب السودان . واشارت الرسالة إلي أن ذلك يخالف المبدأ الذي اتفق عليه من خلال إتفاقية نيفاشا في عام 2005 والذي أمن علي احترام خط الحدود المضمن في الفاتح من يناير لعام 1956م . واشارت الرسالة أيضاً أن السودان قد احتج علي خارطة الوسيط في في حينه مباشرة للسيد ثابو أمبيكي من قبل . كما سجل المندوب الدائم أيضاً احتجاجاً لدي مجلس الأمن بشأن الخارطة التي اعتمدها مجلس وزراء دولة جنوب السودان كخارطة رسمية مؤخراً والتي ضمت جميع المناطق الخمسة المتنازع عليها والتي هي موضع تفاوض والتي ضمت أيضاً منطقة هجليج لتلك الخارطة . وطالب السفير دفع الله الحاج علي المجلس برفض ذلك السلوك والذي يناقض المبدأ الذي هو محل قبول واحترام لدي الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن وهو عدم التعدي علي الأراضي بالقوة. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 27/5/2012م