شهدت العاصمة اليوغندية كمبالا فى يوميّ التاسع والعاشر من يوليو الماضي اجتماعاً لقادة ما يسمي بتحالف الجبهة الثورية، وهو الاجتماع الذى جري عقده بشق الأنفس وبعد خلافات وتنازعات امتدت لأشهر، و حين إنعقد الاجتماع رغم كل الجهد الذى بذل والمال الذى أنفق لم تكن قلوب هؤلاء نقية. وتشير متابعات (سودان سفاري) ان اكثر ما ردّدته جنبات القاعة هو تقرير اللجنة السياسية والتعبئة برئاسة عبد الواحد وعضوية عبد العزيز الحلو وياسر عرمان، وخلُص التقرير الى ان مختلف فعاليات الجبهة الثورية اشتركت فى كل المظاهرات فى الداخل والخارج وأنهم شكلوا نواة شبابية بقيادة حركة عبد الواحد بالداخل للقيام بذلك الدور . ووضح عبدالواحد أن هنالك خلل فى التنسيق بين مكونات الجبهة في الداخل، وأضاف الرجل: نخطط ان يكون صوتنا هو الأعلي ولا بد من تبنِّي قضايا المعتقلين فى هذه المظاهرات حتى وإن لم يكونوا من عضويتنا ولا بد ان يكون صوتنا هو الأعلي وهذا يتطلب مساهمات مالية وأفكار وتحريك الكوادر . ولم يتوان عبد الواحد فى طلب الدعم المادي وتمويل إضافي وذلك لتوظيف أكثر من 70 مجموعة فى الداخل والخارج تعمل على زعزعة استقرار وأمن السودان وشعبه. وطالب عبد الواحد رئيس التحالف مالك عقار توضيح عن الدعم الذى تلقاه الاخير من فرنسا والذى يبلغ 3 مليون دولار وردَّ عقار: فعلاً ذهبنا لفرنسا ولكن بصفة مزدوجة بإسم الجبهة الثورية وبإسم الحركة الشعبية قطاع الشمال وعندما قدمنا طلباً للفرنسيين بإسم الحركة الشعبية بأن أهل النيل الازرق وجنوب كردفان لديهم احتياجات انسانية فأعطونا هذا المبالغ، أما دعم الجبهة الثورية فطلب منا الفرنسيين معلومات ليقوموا بدراستها ومن بعد ذلك يقدموا لنا الدعم الذى نطلبه سواء كان سياسياً أو مالياً، وهذا ما أدخل عرمان وعبد الواحد فى ملاسنة بالغة الحدة لم تخلو من إتهام عرمان لعبد الواحد بسرقة الدعم الذي قدمته إسرائيل من سفارتها فى جوبا الذى يبلغ 2 مليون دولار بإسم التحالف، وقال له أن هذا المبلغ يكفي للمرحلة القادمة و مستفسراً عن هذا المال. هذا ما أثار حفيظة عبد الواحد وردَّ أن المبلغ ليس من السفارة الاسرائيلية كما تزعم، بل هو من الاتحاد الاوربي وأن المال وُزع على النحو الآتي: 200 ألف دولار استلمها أنت - أى عرمان لجولتك الخارجية، والباقي كوِّن به مجموعات شبابية تبلغ 7 مجموعات برئاسة حيدر محمد نور (شقيق عبد الواحد) وهو أحضر الميزانية للعمل وصدقت له المبلغ، وهناك بعض العضوية ظروفهم صعبة للغاية أعطيت أغلب للقيادات والكوادر الوسيطة مبالغ تتراوح بين 3 الى 5 ألف دولار وكل هذه الحسابات مسجلة، والمتبقي قليل لا يكفي لقيادة الحملة المشار اليها. هذا ما جعل عقار يتدخل لتهدئة النفوس النتنة وأخبرهم ان الدعم الموعود من إسرائيل وفرنسا كبير جداً وسوف يكفي العمل ويزيد، وسوف يكون قريباً جداً وسوف نعطي كل الأخوان القادة الحضور مبلغ 2 ألف دولار كمصاريف، و فور ما نتسلّم المبالغ الموعودة سوف نعطي القيادات مبالغ تساعدهم فى القيادة وميزانيات معتبرة . وإحتج أركو مناوي على كلام عقار و قال إنه قائد كبير ولا يمكن مساواته مع أمثال ياسر عرمان وعبد الواحد، وطلب مبلغ إضافي، وهذا ما إضطر عقار ان يعطيه مبلغ 100 ألف دولار إضافية.