أشاع المرشحين الرئاسيين المنافسين للرئيس البشير خطة أطلقوا عليها خطة تشتيت الأصوات، بحيث تكون كل تكتيكات هؤلاء المرشحين وعددهم (11) مرشحاً رئاسياً، منع البشير مرشح الوطني من الحصول على النسبة الحسابية المؤهلة للفوز بالرئاسة وهي (50%) + (1). فإلى أي مدى يمكن أن تنجح هذه الخطة، وعلى أي تقديرات جرى اعتمادها؟ الواقع أن الذي أطلق الخطة – كما هو معروف – هو زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي، ومن المعروف أن الرجل – لأسباب خاصة به ومرارات يستشعرها حيال البشير ورفاقه – كرّس كل جهوده لهدف واحد فقط وهو اسقاط مرشحي الوطني بدءاً من الرئاسة مروراً ببقية المستويات التشريعية والتنفيذية، ولهذا فإن دوافع كهذه لا يمكن لمراقب منصف أن يأخذها بطريقة موضوعية جادة، ولعل ما عرف عن الرجل من قدرات وقدر من الحذاقة والمناورة جعل البعض يعتمد الفكرة ويجلها أمراً مسلماً به ولكي نجيب على السؤال لابد بداية أن نشير الى أمر هام ظل يفوت على فطنة الذين (آمنوا بالفكرة) ولم يتأملوا فيها ملياً، فإذا كانت الخطة تقوم أساساً على تشتيت الأصوات، فإن معنى هذا – دون أدنى شك – أن المرشحين المنافسين ومعهم صاحب الفكرة نفسه د. الترابي يعتقدون مسبقاً أن البشير وحده – وليس أي مرشح آخر – هو المحظوظ بهذه الأصوات المراد تشتيتها، لأن التشتيت معناه تفريق شئ موجود في مكان واحد وهذا يترتب عليه أن هؤلاء المنافسين أقروا مسبقاً للرئيس البشير بأنه الأوفر حظاً، وهذا الاقرار بالطبع – أو هكذا يفترض – قام على حسابات وتقديرات سواء بتقدير عضوية الحزب الذي ينتمي اليه البشير والذي يُقال أن عضويته تصل الى (7) مليون أو بتقدير مؤيدي البشير غير المنضوين في حزبه ويدعمونه فقط انطلاقاً من انجازاته وأدائه وشخصيته، فاذا كان الامر كذلك فما هي اذن الوسيلة السياسية التي سوف يقوم على أساسها هؤلاء المنافسين بتحويل الاصوات المتجهة لصالح الرئيس البشير اليهم؟ لأننا أمام أمر واقع وعمل سياسي لا مجال فيه للاحلام والتهويمات، فالذي يقر بشعبية الرئيس وحتمية اتجاه اصوات الناخبين اليه ومن ثم يريد تشتيتها حتى لا تصب في صالحه لابد أن (يقنع) هؤلاء الناخبين بطريقة سياسية مقنعة وقاطعة تجعلهم يحولوا وجتهم من البشير اليهم. وحتى الآن لم يقل احد هؤلاء المنافسين ان لديه وسيلة ما لتحقيق هذا التحويل، لأن مجرد الكلام لن يفيد. من ناحية ثانية هل أجرى هؤلاء المرشحين حسابات وتقديرات لأوزانهم السياسية وعرفوا حجم الاصوات المتجهة اليهم – في حدها الأدنى – والتي ستؤثر على وزن البشير وتخصم من رصيده؟ نقول ذلك لأن أي مرشح يزمع التشتيت لابد أن يكون لديه (وزن واثق منه) يؤثر في اجمالي النتيجة ونحن حتى الآن لم نتسلم أو حتى نقرأ أو نسمع بمرشح قال ان جماهيره سوف يبلغون رقماً معيناً وهم مضمونين له (في جيبه)! وهكذا وبقدر قليل من التمعّن في أرض الواقع – وليس سماوات الخيال – يمكننا أن نشير الى أن الخطة غير مدروسة ولا مسحوبة بحسابات واقعية وان كانت مدروسة ومحسوبة فليس هنالك من ضير ولا مانع من الكشف عنها، اذ أن الذي لديه ثقة بجماهيره ووزنه لا يخشى عليهم من التبدل أو التأثر ويعتبر قادر على الاعتماد عليهم فهل مرشحينا هؤلاء بهذا المستوى؟ نحن في انتظار الاجابة التي سيطول انتظارنا لها حتى تأتي النتيجة!