لم يجد السيد دينق ألور ما يمكن أن يهدد به من فرض للاستفتاء في أبيي أكتوبر القادم، غير منظمات المجتمع المدني لجنوب السودان في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذين أوضح أنهم "سيخرجون في مظاهرة حاشدة أمام مقر الأممالمتحدة بالتزامن مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر الجاري، متوهماً أنه وبمثل هذه المواقف التي هي أٌرب للعمل الديماغوجي غير المسؤول يمكن أن يتحقق لهم ما يريدون من قيام الاستفتاء بأبيي في غياب سكان المنطقة الحقيقيين من المسيرية الذين سيكونون في شهر أكتوبر تحديداً مع مواشيهم طلباً للرعي. الطريق أن دينق ألور، شكل من نفسه رئيساً لما أسماه "لجنة الاستفتاء" يشاركه فيها ادوارد لينو وكلاهما من ما يطلق عليه "أولاد أبيي" بمعني أن دولة الجنوب أو الرئيس سلفاكير تحديداً ليس له صلة بهذا القرار، علي أنه وحتي لو سلمنا جدلاً بأن لجنة ما قد عينت فإن أمر مثل هذه اللجنة يصبح غير ملزم ما دام الطرف الثاني وهو هنا الدولة السودانية غير ممثل فيها. وحسناً فعل السيد وزير الخارجية وهو يرفض وبشدة محاولة المبعوث الأمريكي الجديد للسودان رونالد روث التدخل في ملف أبيي في الوقت الذي نجد فيه أن الرئيسين عمر البشير وسلفاكير قد اتفقا علي أن تترك للرئاسة في البلدين أمر ملف أبيي ليقرر ان في المسألة بعيداً عن الأحلام والأوهام التي يدفع بها البعض، وهو ما يشكل رداً مباشراً علي السيد دينق ألور ومزاعمه المتعلقة بتشكيل لجنة برئاسته مختصة بعملية الاستفتاء في أبيي.. الخ". وغني عن القول أنه إذا كان السيد دينق ألور يعتمد علي ضغوط ومظاهرات يقوم ها بعض من أبناء دولته في أمريكا ممن أسماهم بعناصر المجتمع المدني الجنوبي فإن الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية السوداني في مؤتمره الصحفي بمطار الخرطوم والذي أكد فيه "أن المبعوث الأمريكي لن يكون وسيطاً أو طرفاً في قضية أبيي" وهو ما يدحض تماماً بعض السيناريوهات الهشة التي يقوم بطرحها دينق ألور. لنجد أن السودان وعلي حسب ما أعلنه السيد وزير الخارجية يؤكد أن الاتحاد الأفريقي هو الوسيط الوحيد في هذه القضية ولن يسمح لأي وسيط غيره حتي ولو كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولا شك أن السيد دينق وقد عاش بعض طفولته مع قبائل المسيرية يعلم أكثر من غيره استحالة قيام استفتاء من طرف واحد، مهما حاولوا في الدولة الوليدة من ضغوط مثل حث مواطنيهم للذهاب إلي أبيي وتحريضهم استعداداً للمشاركة في عملية الاستفتاء الذي لا تستطيع أية قوة فرضه في الوقت الذي حدوده في أكتوبر في ظل تلك المنطقة المعروفة. إن علي الإخوة في دولة جنوب السودان أن يفكروا كثيراً قبل أن يقدموا علي عمل انفرادي لأنهم يعلمون تماماً طبيعة المسيرية الذين سيكونون علي استعداد لأن يفنوا جميعهم دون أن يسمحوا بضياع حق توارثوه أباً عن جد، فالمسألة كما هو واضح، مسألة أرض وعرض بالنسبة لهم لا تقبل القسمة أو الطرح، ولا تخضع لتقدير وقرارات الحكومة. إن للرئيس البشير مواقف شجاعة ومحمودة من جانب أهل المسيرية عبر عنها قبل أيام أبن المسيرية البار الناشط السياسي البروفيسور سليمان الدبيلو ولهذا نستطيع القول إن أهل الحكم أنفسهم لا يقلون حماسة في هذا الجانب عن أصحاب الأرض "المسيرية". عليه، فالأمر يتطلب الحكمة والتوافق والتنسيق الذي يجعل كل من المسيرية والدينكا نقوك أحباء يتعايشون بينهم مثل ما ظلوا كذلك منذ عهود طويلة.. ولا مجال هناك لمتعطشين لسلطة أو متحرقين لفتنة. نقلا عن صحيفة الخرطوم السودانية 16/9/2013م