رغم ان حركة مناوي كان لها موقف مبدئي من الانتخابات و ربما لا يزال و هو عدم استثناء دارفور منها الا انها بعد ذلك آثرت الاختفاء و لم تعد تظهر طوال مراحل الاستعداد لهذا الاستحقاق الذى تتسابق كافة القوى السياسية السودانية لأخذ نصيبها منه لتبقي عبره فى الحكومة القادمة. ورهنت الحركة مشاركتها فى الانتخابات بالمعالجة الجذرية لقضية دارفور و عودة النازحين و اللاجئين الى قراهم و تهيئة المناخ الملائم لقيام العملية الانتخابية بتعديل القوانين التى قالت انها مقيدة للحريات ،و بموجب هذه المطالبة و مطالب اخري مثل تقديم تفسيرات واضحة عن عملية التعداد السكاني انخرطت الحركة فى تحالف المعارضة المعروف بتحالف جوبا، الا ان هذا التحالف و رغم انه لم يكن مستعداً للدخول فى الانتخابات الا انه دخل كل مراحلها بجدية و لم يدع الفرصة تفوته رغم أنه تباطأ فى مرحلة التسجيل ، ولكن كل احزاب جوبا دخلت مرحلة الترشيح بقوة و اعلنت عن مرشحيها بكافة السمتويات الا حركة مناوي التى اكتفت بعدد من الندوات التى لم تتعد كونها اختبار للقواعد صاحبته زيارات الى مناطق عديدة فى دارفور ،و رغم ان الزيارات كانت ذات مردود ايجابي على الحركة الا انها غابت تماماً عن الساحة ، بل ظل مظم قادتها فى حالة بيات سياسي الا القليلين ،و اختفي قائد الحركة كبير مساعدي الرئيس عن الساحى و لم يعد يري فى هذا العيد الانتخابي . و لكن يبدو ان اكتمال تحول الحركة الى حزب سياسي هو وراء غيابها عن المارثوان الانتخابي و لكنها برغم ذلك دفعت بمجموعة من كوادرها للترشح مستقلين فى عدد من الدوائر من بينهم وزير البيئة و الآثار بولاية الخرطوم ابو عبيدة التعايشي الذى اختار النزول فى ساحة النافس لمنصب والي الخرطوم، و فى الحملة الانتخابية لأبي عيدة ظهرت صور لكبير المساعدين جنباً الى جنب المرشح دعماً له فى تدشين حملته . ولكن غياب مناوي و حركته عن الانتخابات بكل زخمها و ظهوره داعماً لمستقلين ترك العديد من الاسئلة فى الساحة بينها ألا يؤثر هذا الغياب على مستقبل الحركة السياسي فى المرحلة المقبلة ؟ أم ان هناك ما يضمن لها التواجد فى الحكومة القادمة ؟ أم ان مرشحيها المستقلين هؤلاء هم من تعول عليهم فى التواجد فى الحكومة القادمة ؟ و هل تضمن الحركة فوزهم ؟ لكن يبدو ان حركة مناوي و انطلاقاً من موقفها الرافض لقيام الانتخبات الا بعد حل مشكلة دارفور جذرياً بجانب عدم تحولها لحزب سياسي قد اختات لنفسها موقفاً غامضاً ، فهى الآن تشارك بعدد من المستقلين حسب تأكيدات الناطق الرسمي ذا النو ن سليمان بما يعني انها موجودة فى الاتخابات حتى اذا لم يترشح هؤلاء بأسمها و لكن ستدعمهم ،و هذا الموقف يتيح لها فرصة المناورة من جانب انها ستقول بأنها لم تشارك فى الانتخابات رسمياً ، غير انها موجودة كما ذكرنا. فى الجانب الآخر ستنتظر ما تسفر عنه مفاوضات الدوحة و ما تدفع به من مساهمة فى حل مشكلة دارفور ، و ما تحدثه من محاصصة فى قسمة الثروة و السلطة، التى تعتمد فى الاساس على نتيجة التعداد المرفوضة من قبل حركة مناوي . هذه المواقف ربما أرادت به االحركة ان تترك أمامها مجالاً للمناورات فى كل الاتجاهات او ان تجعل من موقفها يبدو مرناً فى سبيل حل قضية دارفور بعيداً عن حسابات السلطة و الثروة التى استمتعت بها لأربعة سنوات منذ توقيع ابوجا فى لعام 2006 أو ربما انكوت بنارها وهى تواجه المشكلة تلو الاخري فى دارفور ، حتى بدا رئسي السلطة الانتقالية زاهداً فيها و هو يقول فى عد من الحوارات التى اجريت معه بأنه يجب الا ترهن معاناة اهل دارفور على متطلبات سياسة متمثلة فى كراسي السلطة ،و قال قبل ذلك اذا كان حل مشكلة دارفور يتوقف على خروجي من القصر سأخرج . نقلا عن الانتباهة 17/3/2010