منذ تسرب خبر خروج الأستاذ علي عثمان محمد طه من التشكيل الوزاري الجديد وبدأت الشائعات بوجود خلافات داخل المؤتمر الوطني، مما جعل الرئيس البشير يقسم في اللقاء الجماهيري بمنطقة قري بأنه لا يوجد خلاف. أحاديث المعارضين للمؤتمر الوطني ركزت علي وجود خلافات وبعضها قال إنها مؤامرات وأن علي عثمان سينتقل للبرلمان لحسابات قد تقوده الي الرئاسة، المعارضون في الأحزاب السياسية والمعارضون عبر الشبكة العنكبوتية (وما أكثرهم) حاولوا مجتهدين النيل من (الوطني) من خلال هذه التغييرات.. والذي لم يقل بوجود خلافات قال انه لا ينظر إلي ما يفعله المؤتمر الوطني إلا بالشك والريبة. المؤتمر الوطني شأنه شأن الآخرين لا يسلم من المشكلات ولا العيوب وإلا النواقص ولكنه يتميز بالحراك الدائم والفعل المستمر سواء أكان ذلك فيما يهم الشأن الداخلي للحزب أم تعامله فيما يهم الدولة... ففي الشأن الداخلي للحزب لا يمر عام أو عامان إلا ويحدث تغيير في الهيكلة أو الأمانات أو الشخصيات. وعلي مستوي ما يهم الدولة فقد ابدي المؤتمر الوطني تنازلات كثيرة أبرزها ما جاء في اتفاقه مع الحركة الشعبية، فقد تنازل عن كثير من المناصب والمواقع.. ومعلوم أن علي عثمان محمد طه قبل آنذاك أن يكون نائباً للرئيس تاركاً منصب النائب الأول للحركة الشعبية. وقد كان اتفاق السلام الشامل دليلاً علي حرص المؤتمر الوطني علي مصلحة الوطن قبل الحزب، فقبل بنسبة 52% من الحكومة في الشمال ونسبة 20% في الجنوب ومسيرة تنازلات المؤتمر الوطني من أجل إشراك الآخرين طويلة. إن ما يتم في المؤتمر الوطني من حراك (رغم ما يقال من مآخذ) أنما هو مؤشر علي حرصه علي بناء المؤسسات علي أسس عميقة لا ترتبط بأشخاص أو أوضاع محددة، بل هو يساعد علي إحداث عقلية سياسية متطورة تقود البلاد الي وضع سياسي أفضل يجذب الجميع. إن الحراك الدائم ومحاولات التجديد والتطوير أمر تحتاجه الأحزاب السودانية كلها، أما أن تبقي الأحزاب دون حراك بل دون مؤتمرات، ودون تقديم رؤى وأفكار، وأن يقتصر دورها علي توجيه النقد لكل خطوات المؤتمر الوطني والنظر لها بالشك والريبة فهذا لن يفيد هذه الأحزاب ولن يفيد الحياة السياسية في البلاد شيئاً ولن يخرجها من الواقع الذي تعيشه والذي جعل حزباً واحداً يسيطر عليه. كل دولة تمر بمواقف وأوقات وأحداث تضيف بها إلي تاريخها وتقوي بها من إرثها من أجل مستقبل أفضل، ونعتمد ن هذه التغييرات التي شهدتها الحكومة فرصة تشجع علي الحوار الجاد بين كل القوي السياسية، فقد أعلن نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن بعد أدائه القسم مباشرة ان إستراتيجية عمله تقوم علي مواصلة الحوار مع كل القوي السياسية والحركات المسلحة من أجل الوصول إلي ثوابت. إن القيمة الحقيقية لهذه التغييرات تكون في مواصلة (الوطني) حراكه بشأن الحوار مع الآخرين ودحض الاتهامات التي توجه له بالعمل علي احتكار السلطة. إن مقابلة تغييرات (الوطني) وحراكه بأفعال مشابهة في الأحزاب الأخرى كفيل بأن يحدث تنافساً يولد مواقف تساعد علي جذب الجماهير للمشاركة في حياة سياسية ديمقراطية حقيقية، خاصة ونحن علي مقربة من الانتخابات. نقلا عن صحيفة السوداني 11/12/2013م