القاعدة تقول ( لا تغيير إلا إذا حدث تغيير إيجابي في عالم السلوك) بمنطق قوانين النهضة، وهذا الذي نعني ينصب علي موقف القوي السياسية السودانية من خطاب رئيس الجمهورية وعرضه المنفتح لشراكة تقوم علي أسس يقرها الحوار الوطني. والتغيير هو سنة مجتمع تحتاج من أفراده استيعاب هذه العملية ومن ثم الانتقال من حال الي حال ولظرف أحسن ومن دون النوع البشري لن تنجح المحاولات وفي اللحظة التاريخية التي يتم فيها نجاح التغيير نكون وصلنا لتغيير الفكر والمشاعر . يمكننا أن نقول حال إعتماد أي مؤشر لمعرفة مدي تقدم أو تأخر في إقناع القوي السياسية والرأي العام بمضمون خطاب الرئيس يجعلنا نقرأ من حضور قادة معظم الأحزاب المؤثرة مؤشرات تدل علي الرضا مما يعني أنها تبشر بإمكانية تنزله في الواقع. إذا اعتمدنا الحوار الذي بادر به الحزب الحاكم هنا يلزمنا أن ننبه أن التغيير يحتاج شريحة بدأ وحضور الأحزاب يعني أنهم جزء من قيادة التغيير ومعنية باستنهاض المجتمع السوداني للبناء مع شريحة المهنيين حتي يتغير حالنا للمنافسة والرقي. بمضي أسبوع من طرح بعض مرتكزات وثيقة الإصلاح ترك المؤتمر الوطني للقوي السياسية أن تستعد بأطروحتها للإنتقال لحقبة جديدة تصنع تنمية وتنشد مصالح الوطن وتوقف الحرب وبذلك تكون الساحة السودانية تهيأت لمرحلة جامعة. حسب تقديرات المراقبين أن الأحزاب التي دخلت في تفاكر مع الوطني بقيادة زعمائها بدأت مرحلة الاستعداد لإنطلاق الحوار بالتحضير لكيفيته ومرجعيته وآلياته وما يؤكد تقارب وجهات النظر أطروحات الشعبي والأمة والاتحادي والإصلاح. عملياً المرحلة تقتضي إجماع وطني يجعل تكاتفنا وسيلة لتنمية مستدامة وهذه لن تقوم إلا بتداول سلمي للسلطة سقفه قائم علي مبدأ العدل والتوازن فكلما كانت عملية التغيير متوافقة مع منظومة قيم مجتمعنا جاء التغيير أسرع وانجح. إذا كانت الأحزاب منطلق الحوار فعليها ألا تضيع الفرصة في طرح مطلوبات عناصر الحوار قبل الدخول الي قاعات التحاور لان الشعب السوداني وأغلبيته شباب ينتظر أن تحمل المبادرة رؤاه للتغيير ومكانها الإعلام مادام الشباب ( شريحة البناء). من المبشرات لأول مرة في تاريخنا السياسي القريب نتجنب لفظة (تفاوض) وهذا يعني جنوح الممارسة للاتفاق علي نبذ العنف وهنا مطلوب أن تسعي كل مجموعة الحوار لإقناع حاملي السلاح وتطمينهم للاستجابة بإطلاق نداء سلام شامل. وسرني حديث دار في اتحاد الكتاب والأدباء يستقصي عن أهمية إطلاق الحريات وربط سوالب ممارستها بالتقاضي بين الأطراف خاصة ذات الطابع الفكري ومدي مصادمتها لمسلمات نمت في مناخ رقابة اتفقوا ( حدنا من الكذاب خشم الباب). وطالما أن النداء أطلق الحريات العامة فمطلوب من المدعوين للحوار البحث عن سبل رعايتها دونما مساس بقيم المجتمع الراسخة وهناك حاجة ملحة تستدعي المؤتمر الوطني أن يفسح حيزاً في الإعلام يعطي الحرية معتمداً علي الرقيب الذاتي. الناس في بلدي تحدوهم مظاهر أمل بعد أن تيقنوا من فكرة الحوار وصوابها واستجابة ليروا مستقبلاً زاهراً في شعب لا تنقصه المصداقية إذا رأي قادته يجتمعون لإعادة النظر في مواقفهم لإبراز الجانب الباعث للأمل فيها لتحقيق نهضته و كرامته. نقول قولنا هذا ونحن نتكئ علي أن فرص النجاح اغلبها لا يمكن التنبؤ بأوقاتها وها هي الفرصة مواتية ولا نخلو من قادة مخلصين بمقدورهم ألا يضيعوها والبلد تقف علي حافة هاوية تحدياتها فليس مطلوب منهم زراعة الأمل بل حصاد ثماره. أما وقد بلغ الأمر جده نرجو الأحزاب أن تعلم شعب كثير الموارد خبرة ( كيف يصطاد السمك) فكسر الأماني العادات القديمة أهم عوامل التغيير الايجابي ونهمس في آذان المقبلون علي التحاور أن يستعدوا بتغيير أفكارهم وسلوكهم السياسي. نقلا عن صحيفة الوفاق 2/2/2014