خاص/ سودان سفاري توتر ومخاوف بالغة يعيشها أهل مدينة واو عاصمة ولاية شمال بحر الغزال بالجنوب السوداني – التوتر والمخاوف – كما يفيد بذلك سكان من الشماليين والجنوبيين – وصول قوات كبيرة العدد من الجيش الشعبي إلى المنطقة حديثاً، يثير وصولها تساؤلاً عن الدواعي الكامنة وراءه، لأن المنطقة كانت ولا تزال تشهد استقراراً وهناك أمن متوفر وحراك تجاري هادئ. وازدادت مخاوف سكان المدينة حين تمركزت القوات المستجلبة غرب المدينة وهي في وضع شبه بوضع الاستعداد والانقضاض في أية لحظة. ومع ازدياد المخاوف ووجود القوات في منطقتها، فان أفراداً من هذه القوات بدأوا يدخلون المدينة لاسيما في الأوقات المسائية، مستفيدين من ستار الظلام وهم يحملون الأسلحة الإلية ويتجولون في الأسواق ويثيرون بين حين وآخر مشاكلاً ونزعات مع الأفراد والمواطنين العاديين في السوق. ويقول البعض، أن القوات فيما يبدو غاضبة – على حد وصفهم – جراء عدم وصول مرتباتهم حتى الآن مما دفعهم للمجيء والقيام بمعمليات بيع أسلحة أو نهب ممتلكات، أو أي شيء يمكنهم من خلاله الحصول على مال بأي ثمن. وقد كان لهذا الواقع تأثيراً سالباً ومباشراً على استقرار المدينة حيث يتخوف مواطني المدينة من ممارسات الجيش الشعبي المعروفة والمتمثلة في النهب والقتل والسلب ويتخوفون أيضاً من أن تكون الخطوة مقدمة تمهيدية لإرغام مواطني المدينة بقوة السلاح على التصويت لصالح مرشحي الحركة الشعبية الذين يواجهون تنافساً حاداً وخطيراً من المرشحين المستقلين. وسواء كان وجود هذه القوات – بعددها المثير لفزع المواطنين – وتمركزها الذي يثير الرعب لأسباب بعينها تقدرها قيادتها أو كان بسبب عدم صرفها مرتباتها – وهذا هو الأرجح – فان الظرف الذي نجري فيه عملية كهذه هو دون شك ظرف صعب ويثير المخاوف، اذ أن الأزمة الحقيقية الحالية في الجنوب السوداني هو التفلت المتكرر للجيش الشعبي، وظهوره كعامل مهدد على نحو مباشر للأمن والاستقرار في الإقليم حيث يسيطر هذا الجيش على مفاصل الأمور في كافة أرجاء الجنوب وهو أصلاً ليس جيشاً احترافياً مدرباً ولا يملك أفراده القدر الكافي من الانضباط العسكري. وتبدو الحركة الشعبية – لسبب أو لآخر – غير عابئة كثيراً بما يقوم به الجيش الشعبي من تفلتات مع أن هذه الممارسات – هي وحدها – التي باتت تشكل الآن عنصر التهديد الأكبر على الجنوب السوداني والذي يعتقد كل المراقبين أن انفصاله بات وشيكاً وأن هذا الانفصال – اذا قدر له أن يتم – فهو سوف يجعل الإقليم بؤرة مشتعلة لا أحد يدري متى وكيف يتم إطفاؤها!!