الزيارة التي يقوم بها رئيس الآلية الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو أمبيكي للخرطوم خلال اليومين القادمين للتداول مع الحكومة السودانية حول استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول المنطقتين وقضايا الحوار الوطني بالسودان تأتي في أوقات مرحلية بالغة التعقيد، خاصة أن نتائج الجلسات الأخيرة لمنبر اديس ابابا الذي انفض سامره لم يحقق النتائج المرجوة، وحينها أكدت المصادر أنها ربما وصلت لطريق مسدود بحسب تصريحات الوفد الحكومي الذى قال إن وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال تعنت كثيرا ًفي أن يصل الطرفان إلى نتائج تدفع بحلقة التفاوض المبرمة بينهما إلى بر الأمان. المتابع لسلسلة الزيارة المتكررة لثامبو أمبيكي في جولاته للخرطوم ومحادثاته مع قادة الأحزاب يستقرأ أنها محاولة منه لضخ الروح في جسد المفاوضات في ظل تعنت قطاع الشمال، كذلك لمتابعة مجريات الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس، ففي وقت سابق وصف المحلل السياسي السر محمد أحمد أستاذ العلوم السياسية، موضوع زيارة السيد امبيكى للخرطوم أنها عادية وأنه كثير ما يقوم بزيارة للخرطوم إثر تعثر اي مفاوضات طرفها الخرطوم. فالزيارة المرتقبة لرئيس الآلية الإفريقية للعاصمة الخرطوم خلال اليومين القادمين وصفها بعض المتابعين بانها تأتي في سياق جهوده للخروج بالمنبر التفاوضي الى بر الأمان عقب المهددات الكثيرة التي وقفت عليها الآلية والتي ربما ذهبت بكل الجهود المبذولة أدراج الرياح فيما ما زال الموقف على الأرض فى المنطقتين يتطلب التقدم فى جدول القضايا المطروحة بين الطرفين خطوات للأمام خاصة ان الموقف الإنساني في الازمة الناشبة في مناطق الصراع قد أدت الى تشريد الآلاف من مواطني المنطقتين فى ظل الحشد لعسكري للقطاع والحكومة الشيء الذي له انعكاسات سالبة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي وحتى الحياتي. مراقبون يرون أن لقاء مبعوث رئيس الآلية الإفريقية بمساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين، هذه المرة سوف يعزز من فرص نجاح المفاوضات خاصة ان بروفيسور إبراهيم غندور اكد التزام حكومته بالحوار وأنها قادرة على تجاوز كل العقبات التى تعترض مسيرته، مؤكداً أن الحوار يهدف للاتفاق حول الثوابت الوطنية، ولكن ثمة تساؤلات عديدة تقفز للأذهان حينما يعلن ثامبو أمبيكي زيارته للخرطوم للتداول مع الحكومة حول استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، فلمصلحة من يعمل أمبيكي، وهل يمكن أن تنجح جولة المفاوضات القادمة في ظل الهجوم الكاسح من الجيش على قطاع الشمال؟ أمبيكي والاتحاد الإفريقي ليس همهما مصلحة السودان بنسبة «100%» فهم يحاولون أن يبينوا أن همهم مصلحة السودان هذا بحسب الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي د. عبد الوهاب عثمان الذي قال إن امبيكي يزور السودان لأشياء كثيرة جداً منها مسيرة الحوار الوطني بالسودان على أساس أنهم يسعون للحل لصالح الطرفين، مبيناً ان المفاوضات ليست لها أرضية نجاح نسبة لأن الحكومة غير ممهدة لنجاح المفاوضات، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى تحسين موقفهم على الأرض وأن كل طرف يسعى لتحسين وضعه على حسب ما يحقق من نجاحات، مؤكداً ان الحكومة والآلية الإفريقية ليس بإمكانهم نجاح جولة المفاوضات، فهم فقط مظهرياً يعملون على تحسين صورة الجولة. من خلال هذه المعطيات يتضح أن رغم الزيارات المتكررة لرئيس الألية الإفريقية ثامبو أمبيكي للعاصمة الخرطوم للبحث عن حلول إلا ان المفاوضات لم تظهر نتائج ملموسة وتتزامن دائماً مع قصف متكرر لكل طرف للآخر خسر فيه قطاع الشمال مجموعة من المعارك والمواقع الإستراتيجية مما ادى إلى تعقيد الحوار وبالرغم من هذه المتاريس لا تزال الحكومة على يقين أن التفاوض هو المخرج الوحيد حتى وإن طالت المفاوضات وتواصل في استئناف مفاوضات لا تلوح في الأفق أي بوادر لنجاحها. نقلا عن صحيفة الانتباهة 7/7/2014م