كل الأبواب مشرعة لدخول الرياح والتيارات المختلفة بأديس أبابا التي تحولت لمستودع للأحلام السودانية الباردة والساخنة. (راديسون بقي زى السوق العربي) رسالة وردتنا من الزميل محي الدين جبريل الموجود بالعاصمة الأثيوبية التي تشهد حركة مد وجزر قوية لتقاطعات السياسة السودانية بمختلف مشاربها وأجندتها وشهودها والطامعين في اختراقها من كل جنس ولون. وقد شهدت المفاوضات دخول لاعبين جدد لم تسجيل أسماؤهم على أقمصة اللعب بعد مثل الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حزب الإصلاح الآن الذي حط رحاله براديسون قادماً من كوالامبور بصفة شخصية وربما تلحق به الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي وكلاهما يبحث عن موطئ قدم لبرامجه على هامش الطاولة.. التي أنتحت منها جانباً ظهر أمس لجنة ترسيم الحدود بين الخرطوم وجوبا بينما أصرت حركات دارفور على إقامة ورشة تمهيدية قبيل مفاوضات الثاني والعشرين من نوفمبر. إذ يبدو التحاق غازي كمحاولة منه للدخول من زاوية اتفاق أديس الذي قام عليه من قبل مع الأمير أحمد سعد عمر بينما تبدو محاولة مريم الصادق كموجه للحاق بالمباراة من زاوية تذكير للجبهة الثورية وقطاع الشمال بالإلتزام بإعلان باريس كمرجعية كما تم الاتفاق وهو دخول عاصف سيسهم بكل تأكيد في (جهجهة) أفكار عرمان وصحبه الذين تقاطعت أصلا كثير من الإملاءات على طاولتهم .. بينما التزم الوفد الحكومي برئاسة البروفيسور إبراهيم غندور الهدوء الحذر وأعلن موقفه الواضح حيال هذه التقاطعات .. ورفض كل الضغوط الرامية للزج باتفاق باريس تحت أية ذريعة. المواقف (المتذبذبة) ليسار عرمان ربما تفضي لإعلان الوساطة قلقها وبالتالي سعيها لتسريع وتيرة اللجان رغم أنها مثلنا نعلم أن الجولة ستكون طويلة الأمد بالنسبة لما أعلن عنها من جداول زمنية بفعل التدخلات الخارجية التي تحكم سيطرتها على مواقف القطاع والجبهة وبفعل حركة الوفود الكثيفة التي يشهدها فندق راديسون بلو أديس .. هي عملية صعبة وتتطلب صبراً طويلاً وسعة صدر من قبل الوفد الحكومي الذي تعرض بالفعل لجملة استفزازات تكتيكية ضاق بها حتى إعلامنا المحلي كما ضاق بها الدكتور غازي العتباني من قبل حين كان يفاوض في نيفاشا قبل أن يفسح المجال لعلي عثمان محمد طه. وفي النهاية سيجد القطاع نفسه على المحك السياسي والأخلاقي إن حاول التنصل عن مترتبات الحوار بأن ذريعة .. ما يفسر رما دعوته أو استعانته بحزب الأمة القومي. نقلاً عن صحيفة ألوان 2014/11/18م