لم يخيب ياسر عرمان ظننا وهو يتعامل بذات النهج المتعارف عليه، ويرفض الوصول إلى حلول قاطعة فيما يختص بالمنطقتين، لأن قراره في أيدي جهات أخريات تريد أن تمارس ضغوطاتها على الحكومة على أن يكون الكرت تلك الشخصيات الكرتونية التي تسعى لأجل تحقيق أجندتها الخاصة على حساب أهلنا وأبنائنا في جبال النوبة والنيل الأزرق. ونفس تلك الأخبار التي أبانت إن عرمان قد جلس مع أمريكان بأديس أبابا لم تجد نفعا، لأن الأدلة القاطعة قد أبانت إن الرجل قد استمع الى التعليمات وقام بتنفيذها بحذافيرها.. ثم فكر في حفظ بعض ماء الوجه بتصريحات تنفي ما تم رصده "بعين قوية". شخصية ياسر عرمان تميل إلى التعايش في أجواء ملبدة وضبابية ودموية.. لذلك فإن البذور الخلافية المتواجدة في دواخله لن تسمح بأي تقدم في أي مفاوضات بين الطرفين حتى وأن وافقت الحكومة على كل الشروط الموضوعة. ما تفعله الحكومة مع هذا الرجل يدخل تحت بند ضياع الوقت، لأن المتابع الحصيف يدرك تماماً أن عرمان ومجموعته لن يوقعوا على أي اتفاق نهائي.. لأن القرار عند جهات أخرى،، زغللت أعينهم بالمكاسب الدنيوية التي جعلت الوطن في آخر أجندتهم. أعي تماماً وجهه نظر الحكومة وسعيها في إيجاد مخارج لحلول أزمات البلاد.. ولكن لابد أن تفكر قليلاً في شكل المطروحات والجهات المفاوضة والأجندة المحملة في حقائبهم وشهواتهم الذاتية ورغباتهم في أن يظل الوضع على ما هو عليه لأجل حصاد يمكن أن يملأ العيون والبطون التي لم تعد راغبة في الشبع بعد أن ملأ الطمع جوانبها. وما حدث من تغيير في الجولة الأخيرة في أديس أبابا يبين أن قطاع الشمال يرغب في إهدار الوقت فقط.. خاصة بعد أن علموا أن الدولة تسعى بكلياتها لأحداث أي تقدم يمكن أن يغلق ذلك الملفات التي قصمت ظهر العباد في السودان، لذلك فإن المفاوضات كانت تتغير على رأس الساعة في شكلها ومحتواها ومقترحاتها. وما بين هجو قسم السيد الذي ظهر دون مقدمات بصحبة مناوي بالإضافة إلى شخصيات مماثلة يتضح أن الحكاية تصب في خانة التهويم المقصود لكسب مزيد من التعاطف الدولي والضغط على الحكومة لتحدث تصرفاً سلبياً يساعدهم في تكبير "كومهم" ونشره في مواقعهم المختلفة وبعض القنوات التي تمكنوا من استقطابها بطرق مختلفة. دبلوماسية الوفد الحكومي المفاوض وحرصه على إكمال التفاوض بسلام لم يرض عرمان ومن معه، لذلك فإن العراقيل قد وضعت بشكل جديد.. بعد تشكيل مادة تخدم أغراضهم.. ثم تسريبها قبيل الإعلام الرسمي لتعليق التفاوض على شاكلة عدم جدية الحكومة وإصرارها على التفاوض في نقاط بعينها رغم يقينهم أن الجولة السابعة مخصصة فقط للمنطقتين المذكورتين. أعتقد أن أصدق ما قيل في هذا الملف ما كتبه الصديق نمر في اليوم التالي للمفاوضات.. مطالباً من خلالها غندور بالعودة للسودان باسم كل الصادقين والمخلصين.. ويترك هؤلاء الشرذمة ليواصلوا في غيهم بعيداً عن هذه الأرض الطاهرة. نقلاً عن صحيفة الصحافة 19/11/2014م