لم يكن الحديث عن اغتصاب النساء جديداً على مجتمع دارفور، فمنذ انلاع الحرب فى تلكم الارض السودانية وظهور ما يعرف بالحركات المسلحة مصحوبة بأذرع سياسية متمثلة فى عصبة من ابناء دارفور الذين تركوا كل فرص العمل الاخرى من اجل كسب لقمة العيش الحلال واختاروا امتطاء القيم كطريق سهل للتكسب، اصبح النساء فى دارفور ومازلن هن واعراضهن كرتاً يستخدمه هؤلاء اينما وكيفما شاءوا فى صمت مخييب من سائر المجتمعات السودانية الاخرى. ان فرية الاغتصاب فى منطقة «تابت» لن تنطلى على كل الذين يتابعون الاحداث فى دارفور وباهتمام شديد، فهذه الفرية ما هى الا محاولة جديدة لاثارة الفتن فى مجتمع يتعافى الآن من الجروح الغائرة التى خلفتها آثار الحرب جسدياً ونفسياً ومعنوياً على مجتمع دارفور بأسره، فالذين يريدون لآثار الحرب ان تعشعش فى مجتمع دارفور هم من يقفون وبصلابة خلف ترويج مثل هذه البضائع البائرة التى ما عادت فرصة لالتقاط الدولارات المليارية من الخواجات والعاملين على حماية حقوق الإنسان. إن من اقدار ولاية شمال دارفور ان تكون دوماً هى محط انظار الاعلام فى قضايا الحرب فى دارفور وتداعياتها، ونعتقد ان اهل شمال دارفور ومعهم الوالى محمد يوسف كبر قادرون على تخطى المحنة بسلام، وصفع كل من تحدثه نفسه بأن يصنع من قضية خلقت من رحم العدم ملفاً لادانات دولية تستوجب اعادة قضية دارفور للاضواء تحت مظلة الانتهاكات الإنسانية. وخير شاهد هنا على براءة نساء «تابت» تكذيب الفرية من اهل «تابت» أنفسهم اثناء لقائهم بمدعى جرائم دارفور مولانا ياسر محمد احمد الذى زار المنطقة هذا الاسبوع، وقابله الاهالى جميعهم نساءً ورجالاً وأطفالاً بالتهليل والتكبير، مطالبين بالمحاسبة القانونية لكل من تسبب فى اختلاق الأزمة والتشهير باعراضهم فى عزم واصرار، مما يؤكد أن أهل «تابت» يمثلون مجتمعاً قوياً ومتماسكاً لا مهزوز ولا مكسور، فقط تربص به أصحاب الأجندة والحاجات لضرب هؤلاء القوم فى أنموذجهم الرائع فى التعايش السلمى والتصاهر اللامحدود، ولنسف ما تحقق من استقرار على الارض بسبب تلاشى دور الحركات المسلحة التى افل نجمها وغاب الى الأبد. فالذى يتابع مسيرة الحركات المسلحة يرصد بوضوح حركة التقهقر والتراجع للخلف والانزواء التام، بل الانشطار الداخلى لبعضها فى سياق صراعاتها المريرة لاقتسام فتات الغنائم، واغلبها ادركت تماماً ان مرحلة الحرب انتهت وما عاد بامكانهم امتلاك وسائلها، ولذلك هم اليوم اقرب لاجواء السلام من الحرب، غير ان هناك من مازالوا يرون أن بإمكانهم تحريك الأزمة فى دارفور من خلال تلفيق انتهاكات هنا وهناك لإثارة الرأي العام العالمى من اجل ان يضمن هؤلاء وظائفهم او فتات الأموال التى يحصلون عليها من المنظمات الاجنبية.. وليعلم هؤلاء ان بضاعتهم فقدت صلاحيتها، وان المجتمع السودانى قادر على تفويت الفرصة عليهم. نقلا عن صحيفة الانتباهة 20/11/2014م