نقلت وسائط الاخبار صباح أمس نبأ اعتقال الدكتور الترابي من منزله منتصف الليلة الماضية، و تحدثت حرمه السيدة وصال لإذاعة بي بي سي عن شكها فى أن سبب الاعتقال هو حوار صحفي تحدث فيه عن (تزوير الانتخابات) .. و رغم ان الدكتور حسن الترابي (متردد سجون) و خبر اعتقاله فى أى زمان و مكان لم يعد يرفع حاجبي الدهشة ، و ربما تكون اجمالي سنوات سجنه قاربت ال12 عاماً حتى الآن .. إلا ان الخبر هذه المرة حمل اكثر من مفاجأة .. على رأسها ان الانتخابات الاخيرة لم يمسح حبرها من اصابع الناخبين بعد، و فى شهورها الاخيرة عاش الشعب السوداني إحساس انفراج كبير أعطي الناس أمل فى وطن مسترخ سياسي لا توتر فيه مهما كانت نبرات البعض حادة او جارحة ..كمثل اللغة الصدامية المؤلمة التى تحدث بها السيد مبارك الفاضل المهدي فى (مجهر سونا) ! حتى هذه اللحظة لم تخرج تصريحات رسمية توضح اسباب الاعتقال ،لكني استعبد تماماً ان تكون تصريحاته الصحفية هى سبب الاعتقال ، فمثل هذه التبعثرات عن التزوير قالها الترابي كثيراً وفى مختلف المناسبات قبل و بعد الانتخابات .. بل وكررها غيره بلغة أخشب من لغته و مع ذلك لم تكن هناك ردود افعال رسمية من حزب المؤتمر الوطني سوي التصريحات المضادة التى تنفي تلك الاتهامات بالتزوير . لكني أرجح ان تطورات المسرح العسكري فى دارفور و المعارك الحامية و الدامية التى دارت فى جبل مون ، ربما كانت وراء الاعتقال .. و لدي الحكومة اعتقاداً راسخاً ان حركة العدل و المساواة ليست الا جناح العسكري لحزب المؤتمر الشعبي ،و أن الأدوار مقسمة بين القيادة السياسية فى الخرطوم و العسكرية فى الميدان بكل دقة .. هذا ..إذا لم يكن العنوان الأحمر الرئيس للعدد الأخير من صحيفة (رأى الشعب) هو السبب والله اعلم ! نقلا عن التيار 17/5/2010