سخر بعض قادة الحزب الاتحادي الاصل بزعامة الميرغني من التهديدات التي ساقها القيادي بالحزب علي محمود حسنين لمن قال انهم يعتزمون المشاركة في الحكومة المرتقبة في السودان قيد التشكيل. وقال قيادي بارز بالحزب طلباً منا الاكتفاء بحديثه بعيداً عن الاشارة الى اسمه وصفته الحزبية (ان حسنين لا يملك لا من قريب ولا من بعيد عناصر القرار)، وأضاف القيادي الاتحادي، ان قيادة الحزب اجرت من قبل اتصالات ويرغب بعضها في المشاركة في الحكومة المرتقبة وهذا الرأي اذا تبلور – وهو يتبلور بجدية الآن – فإن حسنين لا يستطيع مخالفته أو منعه كما لن يملك سلطة فصل من يشارك. وأورد القيادي نموذجاً لمشاركة حسنين في مؤتمر جوبا قبل نحو من عام وادعاؤه أنه يمثل الحزب، فقد اضطر لسحب تصريحاته لاحقاً حين قال زعيم الحزب أنه لا شأن للحزب بملتقى جوبا وانه لم يفوض حسنين للمشاركة فيه. والواقع أن الحزب الاتحادي بزعامة الميرغني وبالنظر الى الهزيمة الماحقة التي مُنى بها في الاستحقاق الانتخابي الذي جرى في ابريل الماضي يعاني من اشكالات تنظيمية وقضايا شائكة جعلته في حالة صدمة سياسية ولهذا فإن الحزب فيما يبدو لن يستطيع الجلوس على الرصيف فزعيمه يملك وحده القرار وقد وردت العديد من الاشارات والدلائل كلها تؤكد على عدم ممانعة الحزب ف المشاركة في الحكومة المرتقبة، ويقول لنا مصدر مطلع بالحزب ان زعيم الحزب لديه رؤية حول المشاركة أهممها أن البرنامج السياسي المطروح الذي سوف تتبناه الحكومة المرتقبة قريب من وجدان الحزب، كما أن الحزب ونظراً لحاجته الماسة للتواجد بين القواعد وأداء دوره الوطني بعد أن غاب بارادته عن القيام بهذا الدور طيلة السنوات الماضية ودخل في خلافات وخصومات قعدت به في حاجة الآن الى ممارسة السلطة ولو بقدر قليل يكفي للقول انه موجود، فتمثيله في البرلمان يكاد يكون صفراً وتمثيله في الولايات أكثر ضعفاً وقد حدثت عمليات تآكل لقيادات الحزب بسبب النزاعات والخصومات. وعلى أية حال فإن دوائر المؤتمر الوطني لم تنفي ولم تؤكد مشاركة الحزب الاتحادي في الحكومة المرتقبة وتركت الامر لما وصفته الى (حينه) واشار قيادي بارز بالمؤتمر الوطني في الخرطوم – الاثنين الماضي – أن حزبه يجري مشاورات جادة يطرح فيها رؤيته وبرنامجه متمسكاً برؤية الرئيس البشير المطروحة بأنه سوف يتم تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة الاولوية فيها لمن يؤمن بالبرنامج ومستعد لتنفيذه دون مشاكسة ولا منازعات تعرقل مسيرة الحكومة في ظل تحديات صعبة تواجه البلاد في المرحلة المقبلة!