قبل ثلاثة أيام من الآن وفي مبني وزارة الخارجية الإثيوبية بالعاصمة أديس أبابا التقي السيد سيوم مسفن وزير خارجية إثيوبيا رئيس حركة العدل والتحرير التجاني السيسي وكان السيسي قادما من العاصمة الليبية طرابلس وعائدا إليها ومنها للعاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية وفق للتاريخ الذي حددته الوساطة في الأسبوع الأول من يونيو الجاري. ولقاء أديس يرسم صورة للاهتمام الإثيوبي بدارفور على الرغم من أنها ليست على الحدود الطويلة بين السودان وإثيوبيا والتي تبلغ 1600 كليو مترا كأطول حدود بين بلدين جارين في المنطقة. لكن سفير إثيوبيا بالخرطوم علي عبدو سليمان يقول للأحداث ان كل أمر يحدث في السودان يؤثر على إثيوبيا وكل شئ يحدث في إثيوبيا يتأثر به السودان ومن السودان هذا المنطلق نحن مهتمون بالسلام والاستقرار في السودان. ويعضد حديث السفير حضور رئيس وزراء إثيوبيا مليس زناوي لمراسم تنصيب الرئيس البشير بالخرطوم الخميس الماضي على الرغم من أن بلاده كانت خارجة لتوها من انتخابات عامة فاز فيها حزبه الجبهة الثورية الشعبية للحرية بأغلبية مقاعد البرلمان الفدرالي لاثيوبيا وبرلمانات أقاليم اثيوبيا. وغير حضور مليس للتنصيب وحديث السفير فان إثيوبيا هي اكبر الدول الإفريقية التي قررت نشر قوات لها في دارفور في إطار القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي حيث قررت نشر خمسة آلاف جندي كما وفرت للقوات المشتركة ثماني طائرة هليكوبتر تكتيكية من جملة ثماني عشر تحتاجها البعثة وهي الدولة الوحيدة التي استجابت لنداء البعثة لتوفير الهليكوبتر. ومع وجودها الكبير في إطار نشر القوات العسكرية فان إثيوبيا بحكم وجودها في الاتحاد الإفريقي الذي تستضيف مقره وعضويتها في مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي يظل دورها حاضراً في ملف دارفور والذي لا يتغيب أبداً عن اجتماعات مجلس الأمن والسلم الإفريقي أو قمم الاتحاد الإفريقي. ويقول مسؤول الشؤون السياسية بسفارة اثيوبيا بالخرطوم غبريزليس غابرريقزيلا للأحداث ان اثيوبيا استجابت لطلب البعثة المشتركة ودورها في اطار قضية دارفور يأتي في ثنايا عمل البعثة المشتركة ويحظي بموافقة الحكومة السودانية ونحن لسنا موازين للدوحة ومحادثتها بل اننا ندعم محادثات الدوحة ولكن تدخلنا في إطار عمل البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وفي خواتيم العام الماضي بدأت خيوط توحيد الحركات الدارفورية ينسج في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا يوم أن اجتمعت سبع حركات وظلت هذه الحركات قريبة من بعضها البعض في مواقفها حتى اعلنت انها توحدت في حركة واحدة بالعاصمة القطرية الدوحة تحت أسم حركة العدالة والتحرير التي غرست بذرتها الأولي في أديس أبابا. كما شهدت أثيوبيا عقب اجتماع مجموعة الحركات لقاء منظمات المجتمع المدني الدارفوري، بحثت خلاله الأزمة الدارفورية. وفي السابع من مايو السابق شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعاً تشاورياً شارك فيه الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة حول الشأن السوداني من تنفيذ لاتفاق السلام الشامل 2005م الى قضية دارفور. إذن إثيوبيا حاضرة على مستوي الميدان والذي تؤمن انه دورها الحقيقي في إطار عمل البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والذي يشدد سفيرها بالخرطوم على أن تدخلها بالشأن الدارفوري يأتي في إطار عمل البعثة ويحظي بتقدير وموافقة من الحكومة السودانية. ويقول مصدر إثيوبي أنهم لا يريدون لقضية دارفور والسودان الدخول في تعدد المبادرات والمنابر لأن لديهم تجربة ماثلة للعيان أسهم تعدد المبادرات في أن تصل إلى ما وصلت اليه وهنا أعني الصومال فقد احاله تعدد المبادرة لحالة الفشل التي نعاني منها نخن كأكبر دولة متأثرة بما وصل اليه الصومال، ولذا لا نريد للسودان أن يمضي في ذات الطريق عبر بوابة دارفور، ومن هنا نحن نلعب دورنا عبر البعثة المشتركة لجلب السلام في دارفور. ومع الغبار الذي أثارته قضية مياه النيل وتوقيع خمس دول على اتفاق أطارئ يرفضه السودان ومصر فان إثيوبيا تؤكد على لسان سفيرها ان علاقتها بالسودان لم تتأثر بهذا الأمر. تلك حكاية إثيوبيا مع دارفور نقلاً عن صحيفة الأحداث 2/6/2010م