تعتبر قضية الوحدة و الانفصال هى قضية الساعة فى السودان و تتباين الآن الآراء فى الشمال و الجنوب حول هذه القضية ويقول بعض المراقبين ان خيار الوحدة الجاذبة سيواجه بعض المصاعب والتحديات التى تتطلب الادارة لتجاوزها ،خاصة و ان الوقت اصبح قصيراً و الجهود التى تبذل حالياً لدعم خيار الوحدة تعتبر بمثابة اللعب فى الزمن الضائع ،و ربما تحتاج الى شوط ثالث لإنجاحها و السيناريو اصبح مفتوحاً و كل الاحتمالات واردة و ان هنالك تبايناً حيث تنادي بعض الاصوات بقيام الاستفتاء فى موعده حسب نصوص اتفاق السلام حتى لا يحدث خرق لنيفاشا ،و هناك اصوات و نبرات جديدة تطالب بتمديد أو تأجيل مواعيده ، و المشهد السياسي منقسم الى فريقين فريق يدعو للإنفصال و الآخر للوحدة و كثرت فى الآونة الاخيرة الندوات و المنابر السياسية التى تشجع خيار الوحدة الجاذبة بينما تصاعدت بعض التحركات المناوئة للوحدة و المؤيدة للإنفصال و أبرز ذلك مسيرة جوبا التى سيرتها بعض الجماهير الجنوبية الاسبوع الماضي و الداعية الى انفصال الجنوب . و اصبح المشهد السياسي واضحاً للعيان وان هنالك مؤشرات و معطيات تشير الى اختلاف رؤي طرفي نيفاشا حول قضية الوحدة و الانفصال ، حيث يؤكد المؤتمر الوطني على وحدة السودان بينما تناور الحركة الشعبية فى هذا الصدد و تلمح الى شبح الانفصال و حملت الحركة الشعبية بعض المنابر السياسية مسئولية مطالبة الجنوبيين بالانفصال و أشارت الى ان الاصوات المطالبة بتشجيع خيار الانفصال فى الجنوب هى رد فعل على ما يقوم به منبر السلام العادل فى شأن قضية الانفصال ويتبناه فى السنوات الماضية دون ان يتعرض أحد و ان ذلك يشكل مخالفة للدستور. و انتقد القيادي بالحركة و نائب رئيس البرلمان أتيم قرنق فى حديث لل(سوداني) موقف قوي السياسية من عدم التحرك لجعل خيار الوحدة جاذباً و اكد ان الوحدة لا تأتي راقصة و تغني وهى تحتاج الى جهود . و كان أتيم قد قدم انتقادات لاذعة لمنبر السلام العادل الذى يترأسه الطيب مصطفي وحمله مسئولية تنامي المطالبة بالانفصال لدي الجنوبيين ،وأكد ان الحركة لا تروج للانفصال ولكنها تتحدث عن خياري الوحدة و الانفصال ، مشيراً الى ان الدستور ينص على تشجيع السودانيين على الوحدة . و أوضح الخبير السياسي الدكتور صفوت فانوس استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ان كل الاحتمالات مفتوحة حول قضيتي الوحدة و الانفصال مضيفاً انه من الصعب التبوء بأى الخيارين ، مشيراً الي وجود تيارين بالجنوب احدهما يدعو للوحدة و الآخر للانفصال . و على صعيد التحركات المطالبة بدعم خيار الوحدة دعت د. انتصار ابو نجامة استاذة علم النفس بجامعة الخرطوم القادة الشماليين للمشاركة بفاعلية وسط الجنوبيين و حثهم على اختيار الوحدة بكل السبل و الوسائل المتاحة و طالبتها في ورقتها فى ورشة مقومات الوحدة الجاذبة مؤخراً تحت عنوان (رؤية فى العمل الاجتماعي للوحدة) طالبت مؤسسات المجتمع المدني و منظمات التوعية المجتمعية بقضية الوحدة والعمل على تغيير الاتجاهات السالبة نحوها، واكدت اهمية القيام بمسح شامل لمعرفة اتجاهات الرأى العام نحو الوحدة و الانفصال و عرفة العوامل المؤثرة فى تكوين تلك الاتجاهات و معرف طرق تعديلها بجانب تهيئة كل الاجواء فى السودان شمالا و جنوباً لجعل الوحدة جاذبة. وعلى صعيد آخر دعا عدد من السلاطين و قيادات الادارة الاهلية بجنوب السودان الى اهمية التصويت فى استفتاء تقرير المصير لمصلحة وحدة السودان تماشياً مع التوجه العام لجعل الوحدة الخيار الاول لمواطني الجنوب و تزامناً مع حورا طلابي واسع لفتح حوار مع الادارة الاهلية فى الجنوب ،و كانت منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع شباب الحركة الشعبية قد سيرت مسيرة سلمية الاربعاء الماضي جابت شوارع جوبا عاصمة الجنوب للمطالبة بالانفصال و خاطب المسيرة ممثلي منظمات المجتمع و قيادات من الحركة الشعبية و نادي المتحدثون فى المسيرة بضرورة إجراء الاستفتاء فى موعده وتأتي هذه المسيرة فى وقت بذل فيه الجهود فى المستويات كافة فى السودان من اجل دعم خيار الوحدة و دعت المسيرة بالتصويت لصالح الانفصال فى الاستفتاء المقرر فى الحادي عشر من يناير العام المقبل . و يشير المراقبون بأن مسيرة جوبا الانفصالية تعتبر بمثابة جرس انذار حقيقي و مبكر يحرك المياه الساكنة و يدعو دعاة الوحدة لبذل المزيد من الجهود لمحاربة شبح الانفصال و تجنيب السودان مخاطر الانقسام. و على صعيد تباين المواقف دعا حزب التحرير الى وقف الاستفتاء وقال الناطق الرسمي باسم حزب التحرير إبراهيم عثمان فى مؤتمر صحفي عقد بمنبر سونا اول أمس أنه يدعو الى إلغاء الاستفتاء داعياً الى احتواء المخاطر التى تهدد السودان. ويبدو ان الاحتمالات والسيناريوهات ستكون مفتوحة بشأن الوحدة والانفصال وتتباين المواقف والتوقعات حول ما ستسفر عنه نتيجة الاستفتاء و الذى بدأ العد التنازلي لموعده المقرر فى يناير 2011م . نقلا عن السوداني 16/6/2010