يبدو أن المقام قد طاب للدكتور خليل بطرابلس، وبالمقابل فإن طرابلس من جانبها إستطابت هي الأخرى إستطالة مقام خليل فيها وفيما يبدو من مؤشرات حتى الآن (فقد اتخذ القائد الأممي حركة الدكتور خليل خليلاً)!!، فبعد أن كان وعد القائد الأممي أنها يوم أو يومين يقرر فيها خليل بنفسه موقفه، إما أن يقبل الذهاب إلى الدوحة حيث المفاوضات الجارية بشأن دارفور هناك أو أن يسافر الى خارج الأراضي الليبية. الآن تمتد الأيام والأسابيع ولا أثر لأي شئ إيجابي في طرابلس. ويقول أحد الخبراء الأمنيين المتقاعدين منذ الحكم المايوي، أن أخطر مؤشر على أن بقاء خليل – لكل هذه المدة – في الجماهيرية الليبية بات يشكل خطراً على علاقات البلدين وعلى إمكانية وقوع مواجهة، هو أن خليل بدأ بتوجيه تهديدات صريحة، ما كان يجرؤ على الجهر بها قبل أيام حين كان أقصى ما يرجوه ويأمل فيه من طرابلس هو أن توفر له – قدر المستطاع – ملاذاً آمناً وطريقاً سهلاً يعود به الى قواته في دارفور!!، فعلى كبر مساحة الاقليم واتساع الطرق والمنافذ فإن خليل لم يشعر بأي قدر من الطمأنينة ليغامر بالذهاب الى دارفور. فكيف اذن تحول (الخائف المتردد) من خوفه وتردده هذا، الى مهدد ومتجاسر؟! من المؤكد أن الرجل بحسب الخبير الأمني المعروف الذي تحدث ل(سفاري) قد وجد ما يحمله على الجرأة والتجاسر على السلطة السودانية، بعد أن كان يخشى أي إحتمال للمواجهة. وتقول مصادر دبلوماسية غربية في طرابلس أن القائد الأممي يهوي دائماً المغامرات ولديه شغف شديد بدعم الحركات المسلحة، وهو أمر قديم كلفه في السابق الكثير جداً مشيراً الى حادثة (لوكربي الشهيرة) التي أسقطت في سماء اسكوتلاندا عام 1988 وحوصرت بسببها الجماهيرية لسنوات وعقود حتى (استسلمت) في خاتمة المطاف وغيرت كل استراتيجيتها ووقوفها المعروف في وجه ما تسميه الامبريالية والهيمنة الغربية. لقد بلغ بالقائد الأممي الامر الى حد تقديم تعويضات ضخمة وتدمير أسلحته، واتجاهه (باستسلام غير مشروط) نحو الغرب! كانت هذه النتيجة بمثابة استحقاق سياسي باهظ دفعه القائد الأممي جراء ولعه الشديد بقيادة الحركات المسلحة. ولعل الأمر المثير للريبة الآن بشأن موقف الجماهيرية حيال حركة د. خليل أن القيادة الليبية وعلى الرغم من التزام الجانب الرسمي السوداني الصمت واحترامه – حتى الآن – لموقف الجماهيرية الذي يصعب احترامه الا أنها لم ترسل ولو اشارة واحدة على أنها عازمة على (تصحيح موقفها الحالي)، واذا قدر لحركة د. خليل أن تشن هجمات في ظل ظروف كهذه فإن من المؤكد أن أحداً لن يكون باستطاعته الاعتقاد أن طرابلس (بريئة) من هذه الهجمات والأعمال العدائية!