بدأت تتصاعد بحدة – هذه الأيام - نبرات إستنكار شعبي واسع النطاق في الأوساط الشعبية والسياسية السودانية جراء ما وصفه هؤلاء (إحتضان) الجماهيرية الليبية لحركة الدكتور خليل إبراهيم المتمردة والتي لا تزال حتى هذه اللحظة تحمل السلاح في دارفور وتقود هجمات مسلحة على مدنيين وقوافل تجارية وتقطع الطريق وتهدد – بسحب آخر أنباء – بإعادة مهاجمة العاصمة الخرطوم مرة أخرى. ويقول مواطنون من اتجاهات وسحنات مختلفة استطلعتهم (سودان سفاري) وسط العاصمة السودانية الخرطوم وفي أطرافها المختلفة أن الجماهيرية الليبية بحسب تعبيرهم – تمارس بايوائها لدكتور خليل عملاً عدائياً ضد الشعب السوداني بأسره وليس ضد الحكومة السودانية، ويضيفون انهم يعتقدون أن طرابلس (تستفز) كافة قطاعات المجتمع السوداني (إستفزازاً متعمداً) بقبولها وجود حركة مسلحة (نشطة عسكرياً) على اراضيها حيث يمكنها أن تنطلق من طرابلس وتهاجم القرى والمدنيين القوافل التجارية وتروّع الآمنين. ويقول عدد من قادة الإدارة الأهلية في دارفور أن القيادة الليبية باتت مصدراً لهواجس أمن وإستقرار دارفور حيث استمرأت استضافة حركة د. خليل مع أنها وعدت في البداية – عند وصول خليل إليها عقب أن صدته تشاد – أن تخيره ما بين خوض المفاوضات في الدوحة، أو الخروج من أراضيها وقد مرت الآن أسابيع تتجه لتصبح أشهراً دون أن يخوض خليل مفاوضات دارفور، وفي نفس الوقت دون أن يخرج من طرابلس مما يشير الى أن طرابلس – بحسب هؤلاء القادة – لم تكن وفية بوعدها ولا كانت (أمينة ومخلصة) حين ساقت هذا الوعد. ويتخوف العديد من أهل دارفور أن تعيد طرابلس تنظيم صفوف حركة خليل بعد أن ضعفت وخارت قواها مؤخراً وتقم لها دعماً لوجستياً من جديد ثم تدفع بها للقيام بهجمات جديدة. وفيما تستعصم الجهات الرسمية في دوائر صنع القرار في الخرطوم بالصمت وتتذرع بالصبر (النبيل) كما وصفه أحد القادة فإن الحس الشعبي السوداني يبدو في حالة تصاعد ضد موقف طرابلس المستغفل والمستغل لطيبة وسماحة السودانيين فبعد أن تسامح السودانيون مع طرابلس حين أشارت (دلائل قوية) على تورطها في دعم عملية غزو الخرطوم بقيادة د. خليل قبل نحو من عامين في العاشر من مايو 2008، لا يبدو أن طرابلس قد (فهمت) هذا التسامح والتساهل السوداني على وجهه الصحيح، ولا يغيب عن بال العديدين خاصة في أوساط القوى السياسية السودانية قاطبة – حاكمة ومعارضة – أن القيادة الليبية تفعل ما تفعل الآن وهي طامحة وطامعة في خلق (دور لها) في ملف دارفور باستضافة المفاوضات والتدخل في الأزمة لصالح أوراق ليبية معنية، غير أن طرابلس – بهذا الطموح – تغامر مغامرة مهلكة بعلاقاتها بالسودان وتنسى أن السودان لو كان قد فعل ما تفعله الآن – باستضافته لمعارضين سياسيين ليبيين – لقامت طرابلس ولم تقعد!!