في لقاء فوق العادة امس الاول مع السيد وزير التخطيط والتنمية العمرانية بولاية الخرطوم السيد عبد الله احمد عبد الرحيم واركان وزارته جري لقاء ثر وعميق طرحت فيه كل ما يمس العاصمة القومية من قضايا العمران حاضرا ومستقبلا فشكرا للسيد الوزير علي دعوته الكريمة واهتمامه بالصحافة لتشاركه هموم وزارته وهموم واجهة السودان وعنوانه .. الخرطوم. لا شك العاصمة القومية قد حدثت فيها تحولات كبري منذ اكثر من اربعين عاما حيث صارت اقرب للريف منها الي العاصمة الحضارية ولذلك عدة اسباب منها الهجرة الداخلية ودخول واستيطان اعداد كبيرة في الخرطوم بسبب تكدس الخدمات والصناعات فيها اضافة الي توفر فرص العمل الداخلي والاغتراب ومنها بسبب التصحر والجفاف الذي اصاب العديد من مناطق الهامش فاندفع سكانها الي الخرطوم طلبا للرزق والمساعدة. ولما كانت احتياجات المواطنين العاجلة للسكن والخدمات تفوق سرعة التخطيط وتمويل المشروعات فقد شهدت العاصمة مشاكل عديدة حيث انتشر السكن العشوائي بصورة كبيرة يضاف لذلك ضعف التمويل لاقامة البنيات الاساسية من طرق وكباري وخدمات الكهرباء والمياه لعاصمة تتوسع افقيا عاما بعد عام بل يوما بعد يوم. ويبدو ان الجهات المسؤولة في الدولة ادركت مؤخرا خطورة ذلك وتاثيرة علي الحياه الاقتصادية والاجتماعية والامنية وربما السياسية كما ارتفعت اسعار الاراضي بشكل مخيف حتي اصبحت اعلي سعرا من عواصم عالمية .. كل ذلك بسبب ضعف التوسع في الطرق والكباري حتي قيض الله لها مسؤولين في السنوات الاخيرة ادركوا اهمية ذلك فانشاوا الطرق والكباري وخططوا المواقع سكنية جديدة واقاموا السكن الشعبي كبديل افضل من مجرد توزيع الاراضي السكنية التي احدثت تشوهات في البيئة.. والان يبشرنا وزير التخطيط الجديد واركان وزارته بخطة جديدة للعاصمة حتي الثلث الاول من هذا القرن بتكلفة تتجاوز الثمانية مليارات من الدولارات وان كنت اري ان العاصمة تستحق اكثر من ذلك باعتبارها عنوان البلاد والتي تجذب المستثمرين. ارجو ان تهتم الوزارة اكثر بالبيئة فاكثر ما جلب الامراض هوفساد البيئة خاصة ايام الخريف حيث تعجز المصارف في تصريف مياه الامطار كما ان نظام الصرف الصحي التقليدي بنظام الابار الحالية سيحدث اثارا ضارة بالمياه السطحية وسيجلب امراضا كثيرة كما يقول اهل الاختصاص فنرجو الاهتمام بهذا الامر. ان التوعية المعمارية امر ضروري للمواطن فهناك الكثير من التعديات علي الاراضي والطرق والبيئة وهي تكلف الدولة اموالا طائلة وبعد التوعية لابد من تفعيل القانون لمثل هذه التعديات وقد اعجبني ان السيد الوزير ومدير الاراضي مولانا عصام ملمان بهذا الجانب كما ذكرا في تعقيباتهما علي ملاحظاتنا جميعاً. ليوفق الله القائمين بامر وزارة التخطيط والتنمية العمرانية ونرجو ان نري قريبا نتائج مجهوداتهم فواضح من مداخلاتهم انهم عقول سودانية متميزة. نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 5/8/2010م