حدث ما حدث بين مصر و الجزائر وبين مصر والسودان بسبب المنافسة للصعود للمونديال ، وانتهي الامر الى توتر مستمر فى العلاقات بين كل من مصر والجزائر و توتر محدود و لعلها سحابة صيف بين الخرطوم و القاهرة بسبب غياب المعلومات حول حقيقة الاحداث فى مبارة استاذ المريخ او لأسباب اخري ولنبدأ بالعلاقات السودانية الجزائرية فهذه لم يصبها خدش كبير باعتبار ان السودان ليس طرفاً ًفيها بل مجرد مضيف يعنيه الانضباط الأمني والاداري فلم نسمع سيئاً يعكر صفو العلاقات بين البلدين اللهم الا تصرف بعض مشجعي الجزائر الذين لم يتصرفوا بشكل لائق عند خروجهم من صالة المغادرة و بعض التصرفات الصغيرة و هناك حين نال الفريق الجزائري تشجيعاً من كثير المشجعين السودانيين و حملوا العلم الجزائري و ساهموا فى رفع الروح المعنوية للاعبين و البعثة الجزائرية.. اما الامر الثاني فهو العلاقة السودانية المصرية التى تسبب فيها اعلام القاهرة ما أعاد عبارة (الجفوة المفتعلة) الشهير للرئيس عبود فصارت ثابتة فى قاموس العلاقات السودانية المصرية منذ الاستقلال عام 1956 حدثت فى كل العهود و الانظمة السودانية و المصرية بدءاً باختيار السودان الاستقلال بدلا عن الوحدة ، فأحداث حلايب عام 58 وحتى عهد النميري حدثت خلافات بينه والسادات عقب موت عبد الناصر رغم ان مايو كان نظامها محسوباً على مصر الناصرية وصل المستوي التكامل بدءاً من العام 1976 و لكنها انتكست بعد انتفاضة ابريل 1985 بين حكومة الصادق و القاهرة وتصاعدت اكثر بعد انقلاب الانقاذ وصارت علاقة من أسوأ العلاقات بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس مبارك و لكنها عادت للتوازن مؤخراً و ان كان هناك بعض خلافات ما زالت حية و على رأسها ملف حلايب الذى عاد للظهور بعد خمسين عاماً حيث صارت تحت الادارة المصرية. و رغم ذلك ..نتحدث و نغني بالعلاقات الازلية وضرورة تجاوزنا للأحاديث العاطفية الى لغة المصالح و اهمية التكامل و نعجز عن جعل الخلاف حول حلايب (انبوبة اختبار) لذلك التكامل ، و تظل الجفوة المفتلعة تتجدد كل حين فى حيت توحدت اوربا التى تحاربت دولها كثيراً . توحدت فى علم واحد وعملة و برلمان و تأشيرة و انفتاح الحدود للمصالح و انتقال الافراد و الاموال ..ألخ.. نرجو ان يكون ما حدث مؤخراً تنشيطاً للعقول و صحوة للعقول و الضمائر و فهمها صحيحاً للعلة و المصالح و الروابط الازلية..الا نفعل ذلك فلات ساعة مندم خاصة و ان الجنوب على وشك الانفصال و مفهوم بالطبع خطورة ذلك على الخرطوم و القاهرة. اما العلاقات المصرية الجزائرية فكانت الاسوأ وصلت لحد السباب وقطيع الاعلام و محاصرة السفارات ونهب الشركات وتكاد تصل درجة الصفر و ما دونه لبيات شتوي .. و كل ما نستطيع قوله أيها المصريون و الجزائريون وقادة البلدين و رؤساءهما و كل المؤسسات السياسية والاقتصادية و الاعلامية و الفنية و الرياضية.. ايها القوم اكبروا وتجاوزوا حالة المراهقة هذه ، فمصر والجزائر من اعظم الدول العربية سكاناً و مساحة و موارداً و عقولاً و امكانات اقتصادية و فنية وعسكرية .. عيب هذا الذى يحصل بينكم .. عيب فى حق شعوبكم و ماضيكم و حاضركم و مستقبلكم ..معركتكم الحقيقية ليس فى ميدان اللعب والاعلام ، بل ميدان الانجازات و اعداؤكم : الفقر و المرض و الجهل و التخلف و العدو الصهيوني و الهيمنة الدولية.. هل تسمعون ؟ نقلا عن السوداني 24/11/2009