بدأنا قراءاة تحليلية في ورقة دارفور نحو استراتيجية جديدة لتحقيق السلام والامن والتنمية التي اطلقتها الحكومة عقب انفضاض الجولة الاخيرة لمفاوضات الدوحة مع حركة التحرير والعدالة وجاءت القراءة التحليلية المشار اليها في ثلاث حلقات علي وعد للقارئ بمواصلة الكتابة حول الاليتين اللتين اشارت لهما الاستراتيجية وهي الية منبر الحوار الدارفوري الداخلي c.d.f والية العدالة والمصالحات التي جاءت من ضمن المرتكزات الخمسة في الاستراتيجية وسوف نعود لمسار القراءة في وقت لاحق بمشيئة الله. نتناول في هذا المقال مخرجات الملتقي النوعي لمنظمات المجتمع المدني الدارفوري حول ورقة الاستراتيجية والذي انعقد الاحد الماضي بمركز الشهيدالزبير للمؤتمرات بمبادرة من منظمتي وكالة التنمية الدولية (ايدا) ومنظمة الهيئة الشعبية لتنمية دارفور في سعي من المنظمتين لطرح الاستراتيجية في محاورها المختلفة في الوسط النوعي الذي يمثل قيادات الادارات الاهلية واصحاب المبادرات وقيادات المنظمات الانسانية الطوعية ومنظمات المجتمع المدني بهدف خلق رأي عام حول الاستراتيجية الجديدة ودعم مسيرة البحث عن السلام الشامل والمستدام في ولايات درافور. في هذا الملتقي تم اسناد تحليل الاستراتيجية ونقدها لعدد من القيادات الدارفورية المتمرسة وصاحبة الخبرة المتراكمة في المشكلة تصويباتها نحو الحل السياسي الشامل ووجدت الاستراتيجية الجديدة اهتماما كبيرا من الحضور الكثيف والمشاركة الجادة والتحليل العميق تمثل ذلك في التوصيات الختامية التي اجازها الملتقي ابدي الحضور عددا من الملاحظات الهامة في مقدمتها ضرورة توحيد جهود المجتمع المدني الدارفوري الداخلي للعب دور اكبر ومؤثر في موضوع سلام دارفور وذلك من خلال ادارة حوار مثمرين كل الفعاليات لولايات دارفور خاصة في اوساط المتاثرين بالحرب والنزاع والنازحين في المعسكرات. من بين الملاحظات التي جاءت في الملتقي ضرورة استكمال عناصر الاستراتيجية وتحقيق شموليتها خاصة من جانب منبر الحوار الدارفوري الذي تصب قراراته في منبر الدوحة وان يتم اتخاذ التدابير اللازمة في اختيار ممثلي اهل دارفور بمعايير الاحقية والكفاءة والمبادرة وتمثيل القوي الاجتماعية والفكرية والاثنية. ايضا في اتجاه تطوير الاستراتيجية وفي محور التنمية التي جاءت كاحدي مرتكزات الاستراتيجية الاساسية رأي حضور الملتقي ان تحريك عجلة التنمية من اكبر ايجابيات الاستراتيجية وان الاليات التي تتولي استقطاب الدعم الخارجي والتمييز الايجابي الحكومي تحتاج الي مراجعى حقيقية بعد التجارب التي لاحقت محاولات تحريك التنمية وتم تقديم اقتراح بتكوين المجلس الاعلي للتنمية في ولايات دارفور يتولي التنسيق وترتيب الاولويات والتقييم وابتدار الشفافية في توجيه الموارد لما تم تخصيصها. من بين الملاحظات ان الاستراتيجية اشارت الي مرجعيتها ممثلة في مباردة أهل السودان واتفاقية ابوجا وجاءت الملاحظة بان الاتفاقيات الاخري التي تمت بين الحكومة والمجموعات المسلحة ملزمة قانونيا وينبغي ضمها كجزء من مرجعيات الاستراتيجية لتحقيق شمولية واستدامة السلام مع حاملي السلاح وفي السياق فقد ابدي الحضور اهتماما بمحور التفاوض الذي جاء من بين المرتكزات الخمسة في الاستراتيجية وضرورة السعي الجاد لانضمام الحركات المسلحة خارج منبر الدوحة بالانضمام للمفاوضات خاصة حركة التحرير بقيادة عبد الواحد نور وحركة العدل والمساواة. ايضا هنالك عدد من الملاحظات والتوصيات في محور عودة اللاجئين اهمها الدعوة لايقاف التصعيد والمواجهة بين الحكومات الولائية ومعسكرات النازحين واتاحة الفرصة للمساعي الحميدة وقناعة النازحين بالمعسكرات للعودة بتوفير الظروف المطمئنة لهم وانتقاء الاسباب التي دفعتهم للنزوح. ان من أهم الملاحظات في الملتقي هي مدي توفر الارادة السياسية بين الاطراف لتحقيق السلام الشامل والمستدام والامن والتنمية مع ملاحظة عدم استكمال وتنفيذ لاتفاقيات السابقة خاصة اتفاقية ابوجا ودعا عدد من الحضور الي العمل لاستكمال هذه الاتفاقيات قبل الدخول في التزامات اخري ونواصل في المقال القادم بحول الله.