في تطور مثير ولافت هدد خاطفو الرهائن الفرنسيين بالمجموعة التي تسمي نفسها صقور أحرار أفريقيا بإعدام المختطفين واستهداف المصالح الفرنسية في أفريقيا، اذا لم تستجيب الحكومة الفرنسية لمطالبهم. وقال المتحدث باسم المجموعة ويدعي أبو محمد الرزيقي خلال اتصال هاتفي (إنهم سيعدمون الرهائن الفرنسيين الثلاثة في مكان عام إذا لم تستجب السلطات الفرنسية لمطالبهم المتعلقة بعدم الضغط على رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لكي لا يشارك في مباحثات سلام الدوحة). وأضاف الرزيقي الذي كان يتحدث ل (الأحدث) بواسطة هاتف من طراز الثريا ( أن صبرنا قد نفذ بعد أن طال أمد اختطافنا للفرنسيين ونقولها بشكل جدي لأننا لا نمزح في مثل هذه الأمور، ولن نقبل بأي فدية ونطالب وزير الخارجية الفرنسي بالتدخل). موضحاً أنهم يختطفون عددا كبيرا من العاملين بالمنظمات الدولية من الفرنسيين بدارفور وشرق تشاد وإفريقيا الوسطي، ويضيف بأن جماعتهم منظمة ولديها خلايا في دارفور وشرق تشاد وأفريقيا الوسطي وموريتانيا ونيجريا (نعمل بالتنسيق مع هذه الفروع)، رافضا الكشف عن هيكل الجماعة أو من يتزعمها ونفي الرزيقي أن تكون لهم علاقة بالحكومة السودانية أو لهم تعامل معها (نحن لدينا رأي وأضح وصريح في كل حكومات المنطقة، ونقول لها أنها اذا لم تسع للسلام فإننا سنحاربها أيضاً بوسائلنا الخاصة). وحول استهدافهم للفرنسيين من دون الجنسيات الأخرى يجيب المتحدث باسم صقور إفريقيا بأن الحكومة الفرنسية لها أجندة علنية في المنطقة (فرنسا لا تريد سلاما في المنطقة، أحيانا تقف إلى جانب الرئيس التشادي إدريس دبي وأحيانا تنحاز إلى المعارضة). وتحدثت الصحيفة إلى أحد المخطوفين الفرنسيين ويدعي لورو موفي ويعمل في منظمة الصليب الأحمر، حيث أكد انه ظل رهن الاعتقال لمدة (21) يوما وتعم اعتقاله في شرق تشاد (أحوالي الصحية جيدة، وأطالب المسئولين بالتدخل وحل المشكلة مع الخاطفين). وكانت جماعة صقور أحرار إفريقيا قد تنبت عملية اختطاف موفي ومعه موظفين اثنين من إفريقيا الوسطي قبل نحو ثلاثة أسابيع. وظهرت هذه المجموعة إلى الوجود بشكل رسمي قبل عدة أشهر وتبنت عملية اختطاف ثلاثة موظفين أجانب، فيما ظهرت مجموعة أخرى باسم مشابه لها وهي باسم نسور البشير بعد أن أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بعد أن اتهمته بارتكاب جرائم في دارفور، وقالت أنها ستستهدف كل العاملين الاجانب في المنظمات الدولية العاملة في دارفور بجانب حماية البشير. وفي هذا الصد يقول نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق محمد عطا أن مثل هذه الجماعات يمكن أن تتطور وتنشأ وتزداد طبقاً للظروف التي يمر بها الإقليم. وأوضح ل (الإحداث) في وقت سابق (أن الظروف السياسية المحيطة بدارفور وما يليها من تداعيات قد يساعد على إفراز جماعات بمثل هذه الشاكلة، ويمكن لها أن تتنظم وتؤثر على مجريات الصراع في المنظمة). ويشكل الخبير في شئون دارفور محمد أدم دوسة أن تقدم الجماعة على تنفيذ تهديدها وتعدم العاملين الفرنسيين. وقال خلال اتصال هاتفي مع (الإحداث) أنه من الحماقة أن تلجأ جماعة صقور إفريقيا إلى إعدام خاطفيهم (هم كرت ضغط حالياً وإذا تم إعدامهم فلن يجدوا ما يفاوضوا من أجله). ويري دوسة الذي يجري دراسات حول تطور المجتمع الدارفوري بعد الحرب أن ثقافة الإعدام غير موجودة في الإقليم (وما سمعته حتى الآن من حديث المتحدث باسمهم يؤكد لي أنها جماعة سياسية وتعرف جيدا ماذا تريد ولن تتهور بإعدام الفرنسيين). وإذا نفذ الخاطفون تهديدهم، واعدموا موفي ورفاقه ستكون هي السابقة الأولي في دارفور، حيث لم تسجل حتى الآن أية حالات لإعدام مخطوفين، بعد أن زادت حالات الاختطاف بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مع ملاحظة أن نفس هؤلاء الخاطفين قد هددوا في وقت سابق من هذا العام بتصفية رهينتين اختطفوهما بمنطقة عد الفرسان بجنوب دارفور لكنهم لم ينفذوا التهديد. كما يلاحظ أيضاَ أن حالات الاختطاف تظهر وتتطور وفقاً للظروف السياسية التي تحيط بدارفور. فأول واقعة اختطاف ظهرت في الإقليم كانت بعد فترة قصيرة من الاتفاق المبرم بين الحكومة الفرنسية ونظيرتها التشادية للإفراج عن أعضاء جمعية أرش دي زوي الفرنسية المتهمين بخطف أطفال من تشاد الى فرنسا بعد أن أدان القضاء التشادي ستة أعضاء في جمعية أرش دي زوي لمحاولة نقل 103 أطفال من تشاد الى فرنسا على أنهم يتامي الحرب الأهلية في إقليم دارفور. نقلاً عن صحيفة الأحداث 1/12/2009م