تحليل سياسي ظلت كل القوى المعارضة السودانية ،و المعروفة بقوى جوبا ملازمة لصمت مريب ومخجل حيال ما ثبت جلياً من توجه حليفتهم الحركة الشعبية نحو الانفصال . ولم يثبت حتى هذه اللحظة رغم ما ظلت تستمع اليه هذه القوى من توجهات انفصالية صريحة تتحدث بها الحركة أن قامت هذه القوى باستفسار الحركة - مجرد استفسار- عن هذا الموقف الذى من المؤكد ان قوي جوبا حين إلتأم شملها فى جوبا العام 2009 لم تتطرق إليه ، لأنه ببساطة لا يمكن لقوي شمالية ترفع شعار وحدة السودان ان تذهب الى جوبا و تشجع الحركة و تتفق معها - سراً أو جهراً - على الانفصال ،إذ انه و على سوء مواقف القوى المعارضة السودانية إلا انها لم تجرؤ على مشاطرة الحركة توجهاتها نحو الانفصال ؛ كل الذى حدث انها انخدعت – على نحو مخجل – بمواقف الحركة التكتيكية التى استخدمت فيها هذه القوى فى إطار صراعها مع شريكها الوطني ولم تدرك القوى العارضة انها كانت أضحوكة فى يد الحركة الاّ ضحي الغد ! الآن مع كل هذا الموقف المخزي لهذه القوى فهي عاجزة تماماً عن اتخاذ موقف سياسي واضح حيال هذه القضية للدرجة التى اضطر معها الحزب الوطني لمطالبة هذه القوى بإيضاح وإبانة موقفها من قضية الوحدة والانفصال ، فقد طالب الأستاذ احمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني و القيادي فى الحزب الوطني القوى المعارضة بإيضاح موقفها من قضية الوحدة والانفصال ! ولعل الأمر المثيرة للسخرية ان ذات هذه القوى التى عجزت حتى هذه اللحظة عن الجهر بموقفها من قضية استراتيجية مهمة تتعلق بوحدة السودان ، سرعان ما احتشدت بإشارة من الحركة الشعبية لتدين تصريحات وزير الإعلام د. كمال عبيد التى قال فيها ان الشمال لن يمنح مواطني الجنوب حقوق مواطنة فيه اذا اختاروا الانفصال ! قوي جوبا وجدت لذة سياسية فى ان تصبح صوتاً عالياً للحركة الشعبية فى مواجهة تصريح عبيد الذى لم يزد عن أنه تحدث بواقعية عن قضية قانونية ينص عليها القانون و لا مجال فيها للمجادلة، وكان الأمر الأكثر إثارة للضحك والبكاء ان أصوات القوى المعارضة ارتفعت تدافع عن التوجه الانفصالي للحركة الشعبية مع أن هذه القوى لم تستطع تحديد موقفها ويصعب عليها تحديد موقف انفصالي صريح حيال ما يجري و يستحيل عليها أيضاً ان تحدد موقفاً وحدوياً يجر عليها سخط الحركة! ان قوي المعارضة دون شك فى مأزق و هذا مبعثه ببساطة أنها قوي فقدت رؤاها الوطنية وصارت تزايد فى السوق السياسي بما فى يدها من عملة ،و أحياناً تستدين دون ان يكون لها صيد يقابل ما تستدينيه ،و فى كثير من الأحيان تتبرع الحركة الشعبية بسلع سياسية لا تملكها !