بدأت في العاصمة القطرية الدوحة جولة مفاوضات سلام دارفور بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، برئاسة أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشئون الخارجية القطري، وجبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، في ملفات السلطة والترتيبات الأمنية والعدالة، وخصصت الوساطة المشتركة الخامس عشر من الشهر الجاري موعد لنهاية عمل اللجان، وإعداد الوثيقة النهائية لسلام دارفور. ويرى يوسف السيد (مركز الراصد ) أن وجود خليل في المفاوضات يدفع بسلام دارفور ، وعندما يضع خليل وعبد الواحد السلاح ويتفاوضان مع الحكومة بالتأكيد يصلان الى حل نهائي وسلام بدارفور ، وأضاف أن خليل دوماً يضع شروط تعجيزية ، ويشير إلى أن التنمية والسلام أصبحت مطالب جماهيرية . وذهب عبد الله موسي مرسال المتحدث باسم حركة التحرير والعدالة إلى أن الجلسة الافتتاحية المشتركة مع الوساطة حددت منهج التفاوض في الجولة الحالية، ويرى أنها لم تختلف عن سابقها في طريقة تناول الملفات التفاوضية بين الحكومة والحركة ، ويضيف أن التوقيت الذي حددته الوساطة لنهاية عمل اللجان يقتضي رفع تقرير كامل عن التفاوض في الملفات كافة بما فيها نقاط الاختلاف والاتفاق، ونتائج ما توصلت الية الأطراف . ويضيف مرسال أن الأطراف عازمة على الوصول لسلام نهائي وشامل ودائم في الجولة الحالية، وقال: "التفاوض يحتاج النفس الطويل، والنقاش في كل الملفات التفاوضية"، ويشير إلى أن هناك ملفات لم تفتح في الجولة السابقة. ويرى محللون أن مفاوضات الدوحة بدأت من حيث انتهت في الجولة السابقة واللجان ستواصل أعمالها، وسوف تستمر في المفاوضات إلى (19) من أكتوبر الجاري، وستعمل الوساطة بجدية لاستكمال الوثيقة، وسوف تعرض الوثيقة أمام الجميع، وهناك اتصالات مع عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وخليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، ويضيف المحللون أن الاتصال بالحركات المسلحة يحد من الأزمة ويدفع بعجلة السلام إلى الأمام . وفي السياق ذاته قال عمر آدم رحمة المتحدث باسم الوفد المفاوض إن الوساطة وضعت جدولاً زمنياً لكل لجنة وأنها حددت خمسة إلى عشرة أيام للانتهاء من بعض القضايا، وقال إن اللجان سوف ترفع ما تم التوصل إليه من اتفاقيات الى الوساطة، وحددت سقفاً زمنياً للوساطة، وأن القضايا العالقة سوف ترفع الى اللجان العليا. وتوقع وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة أن يتم توقيع سلام دارفور عبر المفاوضات التي تجري الآن في الدوحة، مشدداً على عدم ربط توقيع السلام بشخصيات، داعياً دكتور خليل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور للحاق بالمفاوضات. وطالب خلال الحوار الذي أجرته معه قناة الجزيرة الفرقاء في الدوحة بالوصول إلى اتفاق على وجه السرعة لوقف المعاناة التي يعيشها المواطن في دارفور. وبالنظر إلى المستقبل الذي يواجه السودان فإن الوصول لاتفاق في هذه المرحلة يعد لازماً وضرورياً. وربط دوسة ضرورة توقيع سلام دارفور بقضية الاستفتاء في الجنوب ووصفها بأنها من القضايا الكبيرة التي يمكن أن تحدث تحولات كبيرة في الجسم السوداني. وأشار د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية إلى أن طاولة الحوار بالدوحة مفتوحة، ولكن العدل والمساواة هي التي تغيبت، وقال إنه مطلوب من الحركات أن تأتي إلى مباحثات الدوحة، وأن تبدي جدية للوصول إلى اتفاق سلام، مؤكداً أن الدوحة هي المنبر الوحيد المطروح للتفاوض. وعدد " إسماعيل" المبادرات الكثيرة التي دخلتها الحكومة بنية سليمة لتحقيق السلام بدارفور، وقال إن الحركات هي التي كانت تخرج لعدم جديتها، مشيراً أن خليل إبراهيم يريد أن يكون هو الوحيد بدارفور، وأنه لا يمكنه ذلك لأن قبيلته الزغاوة ليست أقوى قبيلة بالإقليم، وأن هناك قبائل أخرى لابد من إشراكها . وينحو عبد الله آدم خاطر (المحلل السياسي) إلى أن الأساس في مفاوضات الدوحة أنها طرحت بشكل سليم، وسعت الوساطة المشتركة لجمع الحركات المسلحة طوال المفاوضات السابقة لحل مشكلة درافور ، وتتجه نحو الاتفاق والتوافق الموفق والمشترك، ويقول خاطر: "ربما تحدث مساهمات من المجتمع المدني الدولي والإقليمي، والوساطة واضعة كل الاحتمالات لإنجاح مفاوضات الدوحة القادمة والتفاوض بين طرفي النزاع. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 10/10/2010م