الخرطوم 'القدس العربي' من كمال حسن بخيت: نفت وزارة الخارجية السودانية علمها نية الأممالمتحدة نشر قوات عازلة بين الشمال والجنوب، وقالت إنّ الموضوع لم يُطرح على طاولة الحكومة في أيِّ مستوى تفاوضي، واستهجنت الوزارة اللجوء إلى الإعلام والرأي العام لترويج قضايا لم تُطرح للنقاش. واستنكرت الوزارة في بيانٍ أمس، اللجوء إلى الأطروحات احادية الجانب وإهمال التوافق والتعاون، وأوضح البيان أن السعي لفرض إجراءات احادية الجانب في هذا الإطار أو الدعوة إليها يقود إلى نتائج عكسية تعارض المقاصد الأساسية التي أُنشئت بعثة الأممالمتحدة بالسودان من أجلها، وأشَارت إلى أنّ الدعوة لقوات عازلة من شأنه بعث رسائل سالبة عن الأوضاع على الحدود بين ولايات السودان الشمالية والجنوبية والإسهام في خلق حالة من التوتر. وطالبت الخارجية، الشركاء الدوليين كافة للالتزام بالتفويض الأساسي الممنوح للبعثة والعمل على مساعدة طرفي اتفاق السلام الشامل في الوصول إلى تسوية سياسية سلمية إزاء القضايا العالقة وإتمام تنفيذ ما تبقى من الاتفاقية. من جانبه اعتبر المؤتمر الوطني، مسارعة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالاستجابة لطلب حكومة الجنوب المحلية واختطافها لحديث رئيس الحركة بشأن وضع قوات عازلة بين الشمال والجنوب دلالة على رغبة أصيلة للتدخل وتجاوز الحكومة السودانية والأممالمتحدة. وقال د. قطبي المهدي مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني لوكالة الانباء السودانية إنّ أمريكا تبحث عن ذريعة للتدخل في السودان بدليل اهتمامها بالموضوع والاستجابة السريعة لحديث صادر من حكومة محلية، في ذات الوقت الذي قابلت فيه المسؤولين المعنيين في الدولة وعلى رأسهم وزير الخارجية المعني بالسياسة الخارجية. من ناحيتها أكدت الحركة الشعبية، أنّ الأممالمتحدة لن تحتاج الى إذنٍ من الحكومة لنشر قوات عازلة للفصل بين الشمال والجنوب حال تحققها من التبريرات التي دفعت بها الحركة للمطالبة بالقوات العازلة وطالبت الوطني بتقديم دفوعات لرفض القوات. وقال أتيم قرنق القيادي بالحركة الشعبية، نائب رئيس البرلمان أمس، إن الحركة استندت على مجموعة مؤشرات تؤكد على أن الشمال يعد للحرب، وأضاف بأنه حرّك حشوداً عسكرية ناحية الجنوب وعبأ الرأي العام للحرب عن طريق بعض أجهزة الإعلام. وأكد أتيم على ضرورة قيام منطقة منزوعة السلاح بين الشمال والجنوب سواء عن طريق الأممالمتحدة أو غيرها، وقال إن الأممالمتحدة يمكن أن تتحقق من تخوفات الحركة وإذا تأكدت من وجود خطر يهدد الامن والسلم حينها لن تحتاج الى إذنٍ لوضع هذه القوات. ولفت الى أن سيادة السودان ليست كسيادة الدول الأخرى لوجود جيشين فيها يختلفان في العقيدة ودولتين باسم واحد، وطالب قرنق، المؤتمر الوطني بتبرير رفضه للقوات، معتبراً الرفض سوء نية. ووصف توماس واني رئيس كتلة نواب الحركة الشعبية بالبرلمان، وضع قوات عازلة بأنه أمر عادي، وأكد أن الحركة تتمسّك بالقوات بسبب الاتهامات بين الشمال والجنوب، وقال واني إن مبررات الحركة تفادي الصراعات المحتملة.