لربما لم تساعد المعطيات السياسية لحركة مني أركو مناوي رئيسها الشاب على ادارك قيمة اتفاقية أبوجا التى مهرها بتوقيعه فى الخامس من مايو 2006 كحركة منفردة كان أمامها الكثير ما كان محتماً أن يجعله الرابح الكبير . فالسيد مناوي أضاع و بدد بيديه خمس أعوام غاليات لم يجن منها شئ، لإنسان دارفور فضلاً عن إنسان السودان. يقول الدكتور قطبي المهدي القيادي البارز و مسئول المنظمات بالحزب الوطني ( ان الحزب الوطني أوفي بكل التزاماته المبرمة مع حركة مناوي و إحتملنا تباطؤ مناوي فى إنفاذ بند الترتيبات الأمنية ، والآن لا تزال الفرصة متاحة أمام مناوي سواء كان داخل او خارج الحكومة لتطوير تعاونه مع الحكومة) . و من الواضح هنا أن الحزب الوطني كمن يقول ماذا نفعل لرجل ليست لديه مبادأة و ديناميكية فى الحراك السياسي؟ ويقول قيادي سابق بحركة مناوي قال انه ليس فى حاجة للإفصاح عن شخصيته- لأسباب خاصة به- ان مناوي هو القيادي الدارفوري الوحيد – حسب رأيه – الذى ظل يتقاعس عن التحرك الايجابي بعدما وصل هذا الموقع المتقدم للرجل رقم4 فى الخرطوم ،و رقم 1 فى اقليم دارفور . فهي سانحة يقول هذا القيادي لم يصل اليها أحد ، ويقول ل(سودان سفاري) إنني لا أذيع سراً لكم اذا قلت لكم أنني التقيت بدكتور خليل فى العام 2007 فى تشاد و قال لي هامساً أنه لو كان قد حصل على ما حصل عليه مناوي لفعل الكثير الذي يتجاوز ما فعلته الحركة الشعبية فى الجنوب من ناحية الإمساك بزمام الأمور و الاقتراب من المواطنين. و تشير متابعات (سودان سفاري) ان مناوي حتى و لو لم يكن يتمتع بالقدر الكافي من السياسة فان جلوسه المطول - قبل عام - مع نائب الرئيس السوداني على عثمان طه و الذى عاد فى أعقابه للخرطوم يكفيه لكي يعي و يفهم دوره و من ثم يمضي باتجاه ايجابي فاعل . و لا شك ان كل ما أخفق فيه مناوي فيما سبق يمكن اعتباره شئ، و توجُّهه الغريب حالياً باتجاه الجنوب السوداني ربما بغرض الحصول على أرضية انطلاق جديدة شئ آخر مختلف و خطير تماماً . و يبدو انه – و كعادته – لم يحسب حسابات الخطوة و تداعياتها ، فهو محكوم باتفاقية اذا أقدم على خرقها فان من الصعب ان لم يكن من المستحيل ان يجد مثلها ، لا فى الحاضر و لا في المستقبل ، كما أنه و بمراهنته على دعم و إيواء الحركة الشعبية يضع البيض فى سلة واحدة و من المعروف ان الحركة الشعبية لا تحتمل مبدأ العاملة بالمثل إذا ما مضت باتجاه دعم الحركات الدرافورية المسلحة ذلك ان بيتها (من زجاج) واذا قُدر للشمال ان يعاملها كما تفعل فان الحركة الشعبية سوف تصرخ منذ بداية المباراة و تخرج. إضافة الى ذلك فان التعقيدات جمة فى الجنوب ما بين المليشيات المتعددة و جيش الرب و عصابات النهب و النيقرز ،و هى كلها أذرع عسكرية يصعب العمل تحت ظلها وفى وجودها. وعلى ذلك فان الرجل حتى الآن لم يقر قراره على شئ ، هو دون شك مطالب بأن يتخذ قراراً صائباً قبل فوات الأوان !