مجتمع دار فور وبرغم السنوات السبع للحرب بالإقليم إلا أن الترابط والنسيج الاجتماعي بين مكوناته ،مازال يعاند في رياح النزوح والاقتتال القبلي واللجوء والتشرد ،وما مشركة ممثلي النازحين واللاجئين والمزارعين والرحل والإدارات الأهلية والمرأة والشباب والطلاب وغيرهم من ألوان الطيف للمجتمع الدار فوري في منبر التفاوض بالعاصمة القطرية الدوحة ،الأخير دليل علي قوة وأصالة سكان دارفور . وبتقليب دفتر الإحداث في مسيرة السلام بالإقليم نجد أن أربع منها هي عمر مسيرة السلام والتفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة ،فجاءت ابوجا التي وقعت بين الحكومة وحركة تحرير السودان تحتي قيادة مني اركو مناوي ،وهو الاتفاق الذي –حسب المراقبين –لم يفلح في إيقاف الحرب في الإقليم ،وان أكد رغبة الطرفين في تحقيق السلام ومواصلة التفاوض مع كافة الحركات المسلحة ،التي تجاوزت في وقت أكثر من عشرين حركة منشقة ،وقعت الحكومة مع أكثر من "9"منها طيلة السنوات الماضية ،ومازالت تجري عملية التفاوض .إلا أن انقسام الموقف الدولي والإقليمي بل والداخلي ،جعل من تحقيق السلم في دارفور آمرا معقدا ،وهو ما دفع الحكومة إلي طرح برامج السلام الداخلي ،أي نظرية الذهاب إلي المعنيين بالأمر ،بدلا عن الوكلاء . وهو برنامج قوبل بالرفض من جانب الحركات ،واعتبرته حركة التحرير والعدالة منبر موازي لمنبر الدوحة التي لم تنضم إلية كبري حركات دارفور "حركة العدل والمساواة "بقيادة د.خليل إبراهيم ،و"حركة تحرير السودان "جناح عبد الواحد محمد نور ؛الآمر الذي لم يمكن من تحقيق السلام في دارفور ،اذ هو مازال يحتاج إلي ضم تلك الحركات ،وهنا سؤال هل ستنجح الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة لإنهاء الصراع بدارفور ،في ربط الخيوط مع بعضها عبر المفاوضات التي تجري بالدوحة لإيقاف سنوات من التشرد والعنف البؤس عاني منة الدار فوريين . ويري رئيس تحالف حركات دارفور وعضو الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة المهندس إبراهيم موسي مادبو في تصريح "للوفاق "حين قال "أن عملية السلام ستمضي في دارفور ولا يمكن أن ننتظر الذين لا يرغبون في الانضمام إلي المفاوضات "،مؤكدا عزم الحكومة علي تحقيق السلام في الإقليم ،وقال "يجب علينا أن نخاطب جذور الأزمة والمعنيين بها ويتمحور هذا في الجلوس إلي المواطنين والإدارات الأهلية وإسناد ملف النازحين والتعويضات ألي المعنيين وهم النازحين وليس الحركات "وأردف "بجانب تحقيق التنمية المستدامة ،وهذا ما تم تضمينه في إستراتيجية سلام دارفور ،وهي إستراتيجية وضعت لمشاركة مكونات دار فور في الدفع بالعملية السلمية ،لاسيما مؤسسات المجتمع المدني والإدارات الأهلية التي تعتبر المكونات السياسية والاجتماعية بدارفور ".وأشار مادبو إلي أن هناك وقت أهدر في التفاوض والبحث عن الحل السلمي في الخارج ،حيث ظل التفاوض مستمرا منذ عام 2003م وما يزال ،لذلك جاءت الإستراتيجية لتحريك ودفع عملية السلام التي ظلت تدور خلال السنوات السبع الماضية ،وهي إستراتيجية تهدف إلي تمليك مفاتيح السلام لأهل دارفور وهم المعنيون بة ووقف تدويل قضيتهم .مشيرا إلي أن إستراتيجية سلام دارفور ستجيب علي مطالب حركات دارفور وما يختلف فيه أهل دارفور ،داعيا إلي تكوين منبر تشاوري لأهل دارفور للخروج برؤية تدفع عملية السلام . إلا أن الأمين العام لمفوضية مجلس دارفور للسلام والمصالحة تاج الدين إبراهيم خميس ؛يري ضرورة أن تنفذ الإستراتيجية عبر آليات السلطة الانتقالية وليس البرلمان ؛تجنبا للخلافات التي ستعطل نصوصها .وقال خميس"نحن ندعم هذه الإستراتيجية ولكن اقترحنا ان يتم تنفيذها عبر هذه المؤسسات الموجودة أما الحديث عن تولي البرلمانيين هذا الآمر فهو غير مفيد ،فمؤسساتنا لديها حوارات مع المواطنين بل هناك مشروعات تنموية ومصالحات بين القبائل في دارفور " مابين إستراتيجية سلام دارفور ،وخطي السلام ،ومؤشرات انهيار ابوجا باعتكاف مناوي بجوبا ،ونقل قواته إلي الجنوب ،وفتح معسكرات لتدريب الحركات المسلحة في مابيل ونيو سايد ؛أين تقف الحركة الشعبية ؟وهذا ما يجيب علية الجنرال دلدوم بان الحركة تريد أن تستفيد من الوضع القائم الآن في دارفور ،ولا ترغب في أن تتم تسوية الأزمة في دارفور ؛لذلك نلاحظ تعنت الحركات وعدم ذهابها إلي المفاوضات ،وهو ذات الموقف الدولي الذي يرمي إلي انفصال الجنوب ،ويريد أيضا أن تظل دارفور بدون سلام ،بيد أن هناك تنسيقا بين الموقف الدولي والحركة في احتواء حركات دارفور التي ستفاجأ بسحب البساط من تحت إقدامها إذا أحدثت الحكومة اختراقا فعليا في ملف النازحين ،وهو ما حدث الآن نقلا عن صحيفة الوفاق 28/10/2010م