بالمركز العائلي بمدينة الصحافة جنوبالخرطوم قامت عناصر من الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية ، يُرَجح أنهم من استخبارات الجيش الشعبي بتهديد امرأة تعمل كعرِّيف (موظفة مختصة بالتعرف على الناخبين) . التهديد كان بتصفيتها جسدياً إذا ما مضت فى أداء مهمتها بتسجيل الناخبين. و بحسب شهود عيان فان المجموعة كانت تستغل سيارة لاندكروزر مظللة، و ظلت تطوف – لعدة مرات – بمركز التسجيل و قد أمكن فى نهاية المطاف تسجيل بلاغ جنائي ضد الجناة فى أحد أقسام شرطة الخرطوم ،و تجري التحقيقات بشأن القضية . وفى ولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان و تحديداً منطقة مريدي تعرض أحد قيادات الحزب الوطني و هو أمين الشباب ويدعي ( جون صمويل) الى اعتقال وقع فى أعقاب عملية اعتقال مماثلة سابقة لإعتقاله ، وقعت فى حق رئيسة الحزب بذات المنطقة (كريستين وليم فودو) . و بحسب ما توفر ايضاً من أنباء وردت من شهود عيان و مصادر سياسية هناك فان العناصر التى نفذت عملية الاعتقال عناصر تابعة للجيش الشعبي . فى ذات المنحي – هنا فى الخرطوم – قال رئيس الجبهة الديمقراطية المتحدة وهو جنوبي معروف (ديفيد ديشان) ان غالبية موظفي مفوضية الاستفتاء والعاملين فيها من عناصر الاستخبارات بالجيش الشعبي . وهدد ديشان فى تصريحات نقلت عنه برفض الاعتراف بنتيجة الاستفتاء حال استمرار الممارسات السيئة للحركة الشعبية و استخبارات جيشها. و بالطبع كان الجميع قد تابع - قبل ما يربو على الأسبوع - واقعة اعتقال القيادي البارز بالحزب الوطني زهير حامد و الذى اقتادته عناصر الاستخبارات التابعة للحركة الشعبية الى مكان مجهول (حاوية) فى احدي المناطق بجنوب السودان و منعت عنه الطعام و الماء و الملابس لتفرج عنه بعد ضغوط و تهديد بأنها تعتزم اعتقال كافة قادة الحزب الوطني. هذه الوقائع الثابتة - بأدلة قاطعة - و التى مارسها الجيش الشعبي فى أولي مراحل العملية و هى مرحلة التسجيل ، تثير قلق و مخاوف الكثيرين ، ليس جراء الممارسة نفسها إذ بإمكان السلطة السودانية و الحزب الوطني إجبار الحركة الشعبية على الكف عن هذه الممارسة و لكن تثور المخاوف و الهواجس لأن الجيش الشعبي سيظل عنصراً موجوداً فى عملية ديمقراطية، لا يحق ان يقترب منها، بهذه الطريقة السافرة المؤسفة. و لعل الأمر المثير للأسف و السخرية فى هذا الصدد ان الحركة الشعبية تلزم الصمت حيال هذه الممارسات القبيحة ، وهى لا تدري ان عناصر استخبارات الجيش الشعبي التى تفعل ذلك إنما تفعله بغية فرض سلطانها منذ الآن ، ومن المؤكد أن قادة الحركة الذين يتفرجون على هذه الممارسة اليوم ، ربما يكونوا ضحايا لها فى الغد ، حين يبسط الجيش الشعبي سيطرته على مجريات الأمور فى الجنوب .