أشارت أنباء نشرتها الصحف السودانية هذا الأسبوع الى قيام يوغندا بإرسال وفد من الخبراء العسكريين برفقة عدد من جنود حركة الدكتور خليل بلغ عددهم حوالي 25 الى مناطق فى المثلث الحدودي الواقع بين تشاد و أفريقيا الوسطي و السودان بغرض التمهيد لخطوط إمداد مستحدثة تسهل انسياب عمليات الحركات الدارفورية المسلحة ضد الجيش السوداني الحكومي . وتجيء الخطوة – بحسب مصادر مطلعة فى كمبالا – عقب فشل الهجوم الذى شنته حركة خليل و حركة مناوي على منطقة (شنقل طوباية) و الذى تكبد فيه المهاجمون خسائراً فادحة و تصدت لهم القوات المسلحة و أفشلت مخططاتهم . و المناطق التى طاف بها الوفد اليوغندي بصحبة متمردي دارفور شملت (كرس و دفاق) . و يعتقد بعض الخبراء الذين كانوا ضمن الوفد اليوغندي – حسب تعبيرهم – إنّ الممرات التي وقفوا عليها ربما تسهم فى تسهيل مهمة المتمردين مراعين فيها سهولة الطرق ،و قصرها، غير أن الأمر بحسبما يراه الخبراء الاستراتيجيين ليس بهذه السهولة، فالطرق وعرة و طويلة و لم تعتد عليها الحركات الدارفورية المسلحة ، بل إن مشادة كلامية حادة قيل أنها ثارت بين أعضاء الوفد بشأن الاتفاق على طريق بعينه يسهِّل مرور المتمردين حتى إن الأمر وصل الى درجة تفكير بعض القادة الميدانيين فى حركة الدكتور خليل فى صرف النظر عن العملية برمَّتها ! و على ذلك وبصرف النظر عن نجاح المخطط من عدمه، فان نظام الرئيس موسفيني يبدو معادياً للسودان بصورة سافرة غير مبررة على الإطلاق ، ليس ذلك فحسب ولكن نظام الرئيس موسفيني بهذا المسلك إنما يسهم فى تعقيد الأوضاع فى المنطقة، ويباعد بينها و بين الاستقرار ، فالمواجهات التى تقع فى المنطقة لن تؤثر على البنية السياسية المتينة للسودان إذ على الأقل فان طبيعة الحكم فى السودان تستند الى مشروعية جماهيرية (الانتخابات العامة التى جرت فى ابريل 2010 ) بعكس نظام الرئيس موسفيني المعروف بأنه مجرد نظام قابض و من الممكن ان تطيح به أى مجموعة عسكرية تنجح فى ذلك ، فى ظل التقاليد العسكرية الإفريقية المعروفة، و فى ظل وقوع يوغندا فى عمق الحزام الاستخباري الدولي الذي درج علي التلاعب بأنظمة المنطقة الشبيهة بحسب حساباته و تقديرات . و خلاصة القول فى هذا الصدد أن ما يفعله نظام الرئيس موسفيني تجاه السودان سوف يجرّ عليه مشاكل هو فى غني عنها، و لا يبدو ان الخرطوم منشغلة هذه الأيام كثيراً بهذا الأمر ولكنها فيما يبدو تضع خططاً قوية من شأنها إيقاظ موسقفني من أحلامه غير المشروعة !