شهد اليوم الثاني إقبالاً ضعيفاً على صناديق الاقتراع مقارنة باليوم الأول، بينما كثف الانتشار الأمني في المدينة بحيث ظلت السيارات التي تحمل عسكر الجيش الشعبي المختصين بتأمين العملية شوارع المدينة، وشوهد للمرة الثانية المبعوث الأمريكي سكوت غرايشن يتفقد مراكز الاقتراع يرافقه مجموعة حراس على خلاف اليوم الأول الذي شوهد وحيداً. وعادت حركة الحياة في المدينة بعد توقف استمر طوال اليوم الأول، وانتعشت الأسواق بالباعة والمنتشرين وفتحت المطاعم التي أغلقت أبوابها ليوم كامل في مشهد يوحي بأن الحماس الذي دفع المواطنين في اليوم الأول قد خبأ بريقه، المركز الرئيس الذي تضمه مقبرة دكتور جون فتح أبوابه صباحاً وحتى منتصف النهار ولم يحظي بأكثر من 80 مصوتاً، وقالت السيدة قيرا بنجامين أنها أخذت إذن من عملها لمدة ساعة حتى تتمكن من الإدلاء بصوتها، ولا يفوتها الواجب التاريخي على حد وصفها، وعزت قلة المصوتين إلى أن الجميع في أعمالهم التي غابوا عنها بالأمس خشية وقوع أحداث عنف متوقعة، والذي بث الرعب في نفوس المواطنين هو الانتشار الأمني الكثيف الذي شهدته المدينة، وحظر التجوال الذي فرض ليلة بدء الاقتراع، وعندما مر أل يوم بسلام عاد الجميع إلى أشغالهم. وجابت شوارع المدينة سيارات تحمل شباباً ولافتات ومايكروفونات تحث المواطنين على التصويت، وهدأت موجة تصريحات المسؤولين بعد أن ارتفعت عالياً في اليوم الأول. في ذات السياق أكد مولانا تشان رينق رئيس مفوضية استفتاء الجنوب أن الإقبال على مراكز الاقتراع حقق نسباً عالية – دون أن يحددها – وقال انه من الصعب تحديد النسب بدقة في اليومين الأول والثاني، وأكتفي بالتأكيد على أن الإقبال كبير، وأن الاستفتاء يمضي بصورة طيبة، ونفي وجود أية صعوبات تواجهه. وقال تشان أن من السابق ولأنه تحديد ما اذا كانت أيام الاقتراع بحاجة إلى تمديد أم لا، وأوضح أن ذلك تحدده مجريات الأمور في الأيام المقبلة، واستبعد تأثر الاقتراع بالأوضاع الأمنية التي تفجرت في أبيي الأيام الماضية، بجانب أحداث ولاية الوحدة، وقال تشان أن شعب جنوب السودان سعيد بزيارة الشخصيات الدولية العظيمة مثل كوفي عنان وجيني كارتر، وكذلك سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي و جون كيري، وقال أن ذلك ما يجعلهم يفتخرون بوجود الأخوة والأصدقاء بينهم. وقال ان وجود مثل هذه الشخصيات مفيد للعمل والمعنويات. من جانبه قال جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق، أنهم فخورون جداً وهم يشاركون شعب الجنوب لحظته التاريخية ليحدد مصيره في الاستفتاء. وأكد احترام ما سيحدده هذا الشعب ودم خياره وخدمته، لأنهم سيقررون المستقبل الذي يريدونه بأيديهم من خلال التصويت بأنفسهم. وأضاف: قبل أيام كنا نتحدث ونبذل الجهود من اجل أن يكون هذا الاستفتاء حراً ونزيهاً وآمناً، وعندما يتم إعلان نتائجه سنهنئ شعب الجنوب. وفي السياق، هنأ كوفي عنان جميع الموجودين في المؤتمر، وقال: علينا أن نقر بأن هذا الاستفتاء خطوة ويعد انجازاً لاتفاقية السلام الشامل. ودعا السودانيين جميعاً للوقوف معاً لبناء هذا المجتمع وهذه الأمة، وأضاف أن على الجميع العمل لحل قضايا الحدود وابيي وموضوع المواطنة، وقال: عندما يسألني الناس عن ابيي أحس أن التعاون مطلوب من المجتمع الدولي من اجل إيجاد حل لهذه القضية. وأضاف: يجب إيجاد حلاً لها خلال الستة أشهر المقبلة. وعبر عن أمله في نجاح السودانيين، وقال: تذكروا أنكم بحاجة للعمل معاً والمجتمع الدول. وقال أن لكم خياركم الذي تختارونه، في ذات الوقت رفض الرئيس سلفاكير التحدث لوسائل الإعلام باعتبار أن ليس لديه ما يقوله. نقلاً عن صحيفة التيار 11/1/2011م