باعتقال السلطات الحكومية السودانية لنائب د. خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة المدعو(إبراهيم الماظ) مؤخراً ضمن عدد من قادة ومنسوبي الحركة الذين كانوا يعبرون الطريق من الجنوب الى دارفور فى إطار هجمات الحركة المنطلقة من الجنوب تكون حركة د. خليل على شفا إعلان (إفلاسها السياسي) بافتقادها لغالب - إن لم يكن كل- قادة الحركة الذين غيَّب بعضهم الموت فى هجوم العاشر من مايو 2008 على مدينة أم درمان و غيبت بعضهم سجون الحكومة السودانية فى الخرطوم و قلة قليلة منهم تعاني الآن الأمرَّين فى مناطق محصورة و ضيقه فى دارفور فى انتظار معجزة ما ، طال انتظارهم لها ، ولا تحمل لهم المعطيات الماثلة أى بشريات بإمكانية حدوث هذه المعجزة. و على إثر اعتقال الماظ ، فان حركة خليل اضطرت مجبرة بالطبع للإعتراف بالأمر الجلل ، وأصدرت بذلك بياناً - السبت الماضي - ادَّعت من خلاله أنها تعرضت لكمين من القوات الحكومية و أنها حين تعرضت للكمين - قرب جبل مون- كانت فى مهمة إدارية روتينية . و من الواضح أن البيان و قبل أن يكون مجرد إيضاح لحقائق و محاولة تبرير بما يُستفاد منه أن الحركة لم تكن تنوي القيام بعمل هجومي مسلح ، وأنها (مسالمة) ؛ فهو بيان لمنسوبي الحركة نفسها الغرض منه امتصاص الغضب المتنامي بسبب فقدان الحركة – دون مبررات كافية – لكبار قادتها تباعاً الواحد تلو الآخر ، مما جعلها لقمة سائغة فى يد السلطات الحكومية و نزع عنها الأسطورة القتالية التى حاولت أن ترسمها عن نفسها منذ سنوات مضت. لقد اضطرت الحركة فى بيانها المشار إليه للإقرار بفداحة المصاب لأنها وصفت فى البيان القادة المأسورين بالأفذاذ ، حيث تجاوز عددهم بحسب ما ذكرت الحركة حوالي ال14 قيادياً بينهم مستشارين و نواب إداريين على درجة من الأهمية بالنسبة للحركة. و تتجلي بالفعل فداحة مصاب الحركة فى هذه الخسارة السياسية فى أنها لم تنجح - طوال السنتين الماضيتين - فى تخليص (قادة أفذاذ آخرين لها) منذ أن اعتقلتهم السلطات الحكومية عشية العاشر من مايو 2008 ، بالرغم من أنها خاضت مفاوضات الدوحة خصيصاً- كما أشارت بذلك مصادر بداخلها- من أجل هذا الهدف بعدما بدأت حالة تململ و تذمر وسط قادتها جراء الفقدان المتواصل للقيادات بسهولة شديدة لم تعد تُحتَمل، حسبما قالوا. وهاهي مجموعة أخري الآن – على غير انتظار- تقع فى يد السلطات ، الأمر الذى أضعف كثيراً جداً من موقف الحركة السياسي و العسكري من جهة، وضاعف من دبيب الخلافات الخافتة بداخلها ، ومن المنتظر ان يجعلها طوال المرحلة القادمة فى حالة اهتزاز بنيوي ، وفقدان للحيوية ، فإذا أضفنا فوق كل ذلك قرار طرد حكومة الجنوب للحركات الدارفورية المسلحة من الجنوب، و تضاؤل فرص حصولها على (مأوي جديد) فان الأمر يبدو أكثر مما يمكن أن تحتمله حركة لم تجد سوي المغامرات و سوء الحظ وسائلاً لإضعاف نفسها!