بحضور من السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير ، وجمع من علماء السودان والعالم الإسلامي ، أفتتح مساء السبت 2 سبتمبر2006 في الخرطوم مؤتمر ( دور العلماء في نهضة الأمة ووحدتها ) وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير . وبعد الإفتتاح بتلاوة القرآن الكريم ، تقدم الشيخ د. علاء الدين الزاكي مرحباً بالرئيس والعلماء والحضور متمنياً أن ينجح المؤتمر في إيضاح الدور الريادي الذي يضطلع به العلماء في نهضة الأمة الإسلامية ، حيث أن العالم كالغيث أينما حل أنبت الخير ، وإذا أطلت الفتنة برأسها تصدى لها العلماء الربانيون نافين عن الدين التأويل المنحرف والإنتحال الباطل والغلو المهلك ثم تحدث البروفيسور محمد احمد الشيخ مدير جامعة الخرطوم الذي رحب الحضور ، وقال إن الأمة الإسلامية كانت وما تزال تنتظر من علمائها الرأي الرشيد والقول السديد حيث أن ( العلماء ورثة الانبياء) كما قال صلى الله عليه وسلم . و لم تفلح محاولات الاعداء في النيل من دور العلماء على مدى التاريخ رغم الإفتراءات الباطلة التي أطلقوها على العلماء وزعمهم أن العلماء من أهل الدنيا ولا يهمهم سوى الحرص على الجاه والسلطان والمال ، والتاريخ يقول خلاف ذلك فهم من قاد الجهاد وعمليات التغيير وهم قلب الامة النابض ولسانها الحي . -وأضاف أن جامعة الخرطوم رأت أن تقوم بهذا المؤتمر من أجل تحقيق التواصل بين العلماء والشعوب وتبييناَ لدور العلماء في النهوض بالأمة من كبواتها , أوضح حرص القائمين على المؤتمرفي أن يخاطب المؤتمر الجميع حكاماً ومحكومين ، علماء وعامة ، رجالاً ونساءاً . وقال إن العدو المتربص بهذه الامة لا يفرق بين فئاتها المختلفة ، وهم يحرقون الاخضر واليابس ( كلما أوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً .. ) ،وبالأمس كانت فلسطين ثم أفغانستان والعراق ولبنان واليوم يريدون السودان . ثم تحدث الشيخ عبد الرحمن النعيمي رئيس الحملة العالمية لمكافحة العدوان وشكر الرئيس البشير وثمن ودور الدولة السودانية في رعاية العلماء وإعطائهم دورهم في الحياة العامة . وأوضح أن السودان يتعرض لما يتعرض له العالم الاسلامي من هجمة شرسة باسم الحريات وحقوق الانسان ، وما يراد لدارفور هو جزء من المؤامرة العالمية ضد الاسلام ، وأن الحل في دارفور يكمن في رفع الظلم وبسط سيادة الدولة ، كما آن للعلماء أن يتصدوا لقيادة الامة ويسهموا بشكل فاعل في توحيدها وإعدادها لمواجهة التحديات التي تواجهها . تحدث بعد ذلك د. جعفر شيخ إدريس ممثلاً عن علماء السودان مبيناً أن النهضة لها جانبان : روحي ومادي ، وتشمل النهضة المادية العلم والتكنولوجيا وبناء القوة ، أما النهضة الروحية فتختص بعقائد الناس وما يرونه مناسباً لحياتهم الروحية على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم ، وكلما كانت الامة واعية بجانبها الروحي كلما كان الجانب المادي داخلاً في الاطار الروحي ، وديننا يدعونا إلى النهضة بشقيها الروحي والمادي . والتمكين لا يكون إلا بالقوة المادية والجانب المادي هو وسيلة لخدمة الجاننب الروحي . وأشار د.جعفر أن القرآن يقرن بين الصلاة والزكاة دائماَ ، والناس لا يكونون مؤمنين حقاً حتى يحسنوا الى الناس ، وحتى أن الطور المكي الذي كان يركز على بناء العقيدة إلا انه اهتم بهذا الجانب لأنه جزء من العقيدة . -وأوضح د. جعفر أن العالم سواء كان مهتماً بالسياسة أو غير مهتم بها فإنه يقوم بعمل عظيم لا غنى للسياسي عنه لأنه لا صلاح لأي نظام سياسي إلا بصلاح الناس ، وختم د. جعفر كلمته بأننا الآن أمام نهضة إسلامية قادمة نأمل أن يكون في مقدمتها السودان . ثم قدم البروفيسور أحمد علي الإمام السيد رئيس الجمهورية الذي رحب بالحاضرين من العلماء والمهتمين بالشأن الإسلامي , وتحدث عن دور العلماء في قيادة الناس وفق المنهج الوسط الذي شرعه الإسلام .وقال إن أمتنا تمر بحقبة قاسية تحول فيها الإستهداف من مرحلة الدس والتشويه إلى الحرب المباشرة التي تستهدف كل ما له علاقة بالإسلام .( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) . ونبه الرئيس البشير في كلمته إلى أن دورنا كمسلمين يجب ألا يتوقف على الأمة الإسلامية فقط بل يتعداه إلى قضايا المظلومين والمستضعفين في كل زمان ومكان . ثم تطرق إلى مشكلة دارفور قائلاً : لقد وقعنا إتفاقية السلام في دارفور لكن شياطين الانس والجن لا يريدون لاهلها ان يعودوا الى بلدهم , ونحن ندرك أن التدخل الاجنبي هو مخطط لاستعمار البلاد بثوب جديد ونهب للثروة ، لذا فإن قرارنا هو الرفض القاطع لأي تدخل والاستعداد للمواجهة ، وهذا القرار لم يكن ارتجاليا أو عاطفياً بل هو قرار مدروس بعد التشاور مع اهل الشان والعلماء والاحزاب الوطنية ،ولم يقبل بالتدخل الأجنبي إلا من استخفه الشيطان . واضاف البشير : نحن أحوج ما نكون إلى النصيحة ونتطلع لدور فاعل ومؤثر يظهر أثره على الدولة في كافة نواحيها ، ونرجو أن يخرج مؤتمركم بتوصيات عملية حتى نعمل على ضوئها إن شاء الله . وانتقد البشير التدخلات الغربي في خصائص مجتمعاتنا وثقافتنا ورغبتهم في إعادة صياغة المناهج الدراسية وحذف ما لا يوافق هواهم منها كالجهاد وعداوة بني إسرائيل . وطالب البشير المجتمع الدولي بتعريف جامع ومانع للارهاب ، وقال : إذا كان ماتفعله "إسرائيل" وأمريكا في فلسطينوأفغانستان والعراق ليس إرهاباً فما هو الإرهاب إذاً ؟! ومن المقرر أن يستمر المؤتمر إلى يوم الأربعاء 6/9 / 2006 م .