عاشت، المدن الرئيسية والارياف بجنوب كردفان، وعلي راسها العاصمة كادوقلي والدلنج، حالة من الفوضي الايام الفائتة، والانتهاكات ضد المدنيين، في اعقاب تصاعد العمليات العسكرية بين القوات الحكومية من جهة، وقوات الحركة الشعبية من الجهة الاخري، فيما لاتزال مدينة كادوقلي تحت القصف المتواصل لنيران الحركة. وافادت انباء من مدينة الدلنج ان قوات خاصه من الحركة الشعبية اقتحمت المدينة، الثلاثاء، وانسحبت وهي تحمل معها احد "قيادات المؤتمر الوطني بالمدينة". فيما قامت، الاجهزة الامنية بمدينة كادوقلي، بحملة اعتقالات بالمدينة، وافادت انباء انها تسببت في مقتل احد تجار كادوقلي معروف باسم (جدو)، ومنعت "تسليم الجثمان لذويه ونصب سرادق العزاء بكادوقلي". واوردت، صحيفة الميدان، الاربعاء، ان أعداداً مقدرة من النساء من مناطق دميك وكيلك بجنوب كردفان وصلوا كادوقلي، هرباً من مضايقات مليشيات الجنجويد التي وصلت إلى المنطقة وشرعت في عمليات "اغتصاب وتحرش بنساء تلك المناطق". وقالت إحداهن لل (الميدان) إن الرجال في تلك المناطق قدموا شكوى لقائد مليشيا الجنجويد بخصوص هذه الحوادث، فرد عليهم بأسلوب "إستفزازي وعنصري يبارك مسلك أفراد المليشيا"، وهو ما ادي لهروب النساء صوب مدينة كادوقلي. في السياق، استمر قصف قوات الحركة الشعبية لمدينة كادوقلي طوال الايام الفائتة، مع سقوط عدد من الضحايا لاتعرف اعدادهم. وقال، الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبى، أرنو نقوتلو لودى، في بيان اصدره الثلاثاء، ان قواته قصفت اهدافا عسكرية داخل مدينة كادقلى ردا للانتهاكات المتكررة من نظام المؤتمر الوطنى "ضد المدنين فى ولاية جنوب كردفان/جبال النوبة"، وفقاً للبيان. واوضح، لودي، ان قوات الحركة قصفت المدينة ردا علي اطلاق القوات الحكومية "لاكثر من 45 قذيفة كاتيوشة من مدينة كادقلى الى منطقة كرنقو غربا يومى 15-16/12/013 وهو ماتسبب في خسائر ورعب للمواطنين هناك". ووجه الناطق باسم الحركة، نداءً للمواطنين بالابتعاد عن معسكرات القوات الحكومية، لان قواته لن تقف مكتوفة الايدى و "طائرات ومدفعية المؤتمر الوطنى تفتك بالمواطنين الابرياء"، حسب تعبير البيان. فيما قال، معتمد محلية كادوقلي، أبوالبشر عبدالقادر، وفقاً لسودان تربيون، إن المتمردين قصفوا المدينة، يوم الاثنين، بتسعة صواريخ سقطت بأحياء كليمو والرديف وقعر حجر، في محاولة يائسة بعد "اندحار قواتهم أمام ضربات الجيش في ساحات المواجهة"، حسب وصفه. وأكد، استقرار الأوضاع بالمدينة بعد سقوط الدانات في وقت متزامن مع وصول العديد من العائدين الذين رفضوا الحرب وانحازوا لخيار السلام. من جانبه، كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان المستقل محمد الحسن الأمين، عن محاصرة الجيش لقوات المتمردين في عدد من المواقع والجيوب، مؤكداً زحف الجيش على المتمردين من محورين عسكريين. وقال إن المتمردين ضاقت الآن خياراتهم بعد أن قلت المؤونة الموجودة لديهم مما يحتم عليهم الاستسلام "خاصة بعد الضربات المتواصلة خلال اليومين الماضيين"، وفقاً لتعبيره.