تلعب الكليتان دورا هاما في الحفاظ على حياة الإنسان بتخليص الجسم من السموم والأملاح والشوائب التي توجد في الدم، كما تعمل الكلية على فصل الدم من البول وبقاء صورة الدم بصحة جيدة، ورغم الدور الحيوي الذي تقوم به الكليتان في الجسم البشرى إلا أن هناك أخطاء يومية يمكن أن تكون سببا مباشرا في فشل وظائفها. يؤكد الدكتور على البدرى استشاري أمراض الباطنة والكبد، أنه يجب تجنب 5 عادات يومية تسبب الفشل الكلوي: أولًا: حبس البول بسبب الانشغال في العمل أو الخروج أو السهو، فيجب إفراغ المثانة من البول أولا بأول حتى نتفادى الخطر. ثانيًا: الانصراف عن شرب الماء بشكل كاف على مدى اليوم، حيث أن الجسم يحتاج في اليوم الواحد إلى 4 لترات ماء وذلك للحفاظ على مستوى الماء في الجسم وتنشيط عملية الهضم، ولذلك يجب الإكثار من تناول الماء والسوائل والعصائر الطبيعية باستمرار. ثالثًا: استخدام المسكنات والأدوية دون استشارة الطبيب الأمر الذي يدمر الكلى تماما ويعجل بالفشل الكلوى المزمن. رابعًا: تناول اللحوم بشكل مفرط والإكثار من الوجبات السريعة التي تصيب الكليتين بالأمراض المنتشرة. خامسا: تناول المشروبات الغازية التي تعمل على تكوين حصوات الكلى وتسبب انتفاخ البطن وزيادة الضغط داخل المعدة. صعوبة التنفس وكثرة التبول أخطر علامات الفشل الكلوي حذرت أبحاث طبية أن الإنسان قد لا يشعر بأعراض الفشل الكلوي فترة طويلة، لكنه يشعر بالتعب والإرهاق الجسدي والذهني وقلة الشهية للطعام وصعوبة في التنفس والضعف الجنسي مع حكة أو كثرة التبول خاصةً ليلاً، كما أن المريض قد يصاب بفقر في الدم أو ارتفاع في ضغط الدم والتهاب في الأعصاب الطرفية (تنميل)، ونتيجة لنقص فيتامين د بصورته النشطة يصاب المريض بلين في العظام. وقال الدكتور طارق عبد الغني اختصاصي أمراض باطنية إن هناك نوعين من الفشل الكلوي، الحاد والمزمن وهناك أسباب للإصابة بالمزمن منها ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. وأوضح أن إصابة الإنسان بضغط الدم أو السكري تؤدي مع مرور الزمن إلى ضيق الشرايين المغذية للكلية وبالتالي يحدث ضمور في منطقة القشرة للكلية مما يؤدي إلى الإصابة بالفشل المزمن، كما أن الاستخدام المفرط لبعض الأدوية فترات طويلة بجرعات عالية يؤدي إلى الفشل، حيث إنها تصيب نخاع الكلية الذي يصب في الحوض، مما يؤدي إلى موتها، مشيراً إلى أنه من العقاقير المسببة لإصابة الكلية بالفشل الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان وبعض أدوية الروماتيزم والمضادات الحيوية، ومنها مشتقات الأمينوغلايكوزايد والصبغات الخاصة المستخدمة في الأشعة وبعض الأدوية المسكنة. وبين الدكتور طارق عبد الغني أن تشخيص مرض الفشل الكلوي يتم من خلال الفحوصات السريرية مع بعض الفحوصات المخبرية مثل ارتفاع نسبة البولينا والكرياتينين في الدم، كما أن تصفية الكرياتينين من البلازما ينخفض مستواها إلى 30 مللتر من أصل 120 مللتر، ويحتاج الطبيب إلى تشخيص الإصابة ودرجة شدتها (عن طريق أخذ عينة من كلية المريض لفحصها) ليقرر إذا كانت الحالة وصلت إلى مرحلة متقدمة وهل يحتاج إلى عملية الغسيل الكلوي أو زرع كلية. وحول طرق علاج الفشل الكلوي المزمن قال طارق عبد الغني ان علاج الفشل الكلوي المزمن يتضمن الحمية الغذائية، الأدوية، الغسيل الكلوي، أو زرع الكلى، وأهم ما في الحمية الغذائية خفض كمية البروتينات (الموجودة في البيض واللحوم والبقوليات) والتعويض عنها بالسكريات والنشويات أو الدهون، وكذلك خفض كمية ملح الطعام والبوتاسيوم الموجودة في المكسرات والموز والبرتقال والمندرين والجريب فروت. وحول عمليات زرع الكلى أشار إلى انتشار هذا النوع من العمليات في بداية الستينات من القرن الماضي بعد اكتشاف الأدوية التي تمنع الجسم من رفض الكلية وتصل نسبة نجاحها حاليا في المراكز المتخصصة إلى حوالي 95% إذا كان المتبرع حيا ومن أحد أقرباء المريض وحوالي 80% إذا كانت الكلية من شخص متوفى. وأضاف أن زراعة الكلية أفضل من عملية الغسيل الكلوي الذي يجب أن يرتبط بجهاز الإنفاذ ثلاث مرات أسبوعياً، وبالتالي تحسن من مستوى حياة المريض فيستطيع بذلك السفر بحرية أكبر ويزيد من قدرته على العمل والإنتاج، ويستعيد قدرته أو قدرتها الجسدية والجنسية وتتحسن حالته النفسية، وأيضاً إذا نظرنا إلى كلفة عملية الزرع وكلفة الغسيل على المدى البعيد فإننا نجد أن الكلفة النهائية للغسيل أعلى. وحول طرق اختيار المرضى والمتبرعين لزرع الكلية شدد على ضرورة اختيار المرضى وأن يكون سنه فوق خمسة سنين وأقل من ستين، وأن يكون خاليا من بعض الأمراض كالسرطان الذي لم يتم السيطرة عليه والإيدز، ويجب أن يكون المريض مصابا بالفشل الكلوي النهائي وأن لا يكون سبب الفشل الكلوي لديه ناتجاً عن الأمراض المناعية. وذكر أن اختيار المتبرعين له شروطه أيضاً ومنها أن يكون المتبرع بالغاً ولا يزيد عمره على ستين عاماً وأن تكون صحته العامة جيدة وان تتم عملية التبرع بمحض إرادة المتبرع دون الضغط عليه ويفضل أن يكون أحد أقرباء المريض أو أصدقائه المقربين، وأن تكون كليتاه سليمتين، وأن لا يكون المتبرع مصاباً بمرض السكري أو ضغط الدم أو بالسرطان أو حاملاً لمرض معدي كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي وغيرها، ويخضع لفحوصات معينة مثل فحص الدم وفحص تطابق الأنسجة، وإذا كان المتبرع من الموتى انطبقت عليه نفس الشروط السابقة بالإضافة إلى أن يكون المتوفى قد أوصى بذلك أو أخذت موافقة الورثة على ذلك. ما هو جديد علاج الفشل الكلوي؟ يعدّ الفشل الكلوي من بين أكثر أمراض الكلى شيوعاً في العالم، ويعرّف الباحثون في كليّة الطب بجامعة "هارفارد" الأميركية الفشل الكلوي بأنّه تدهور في قدرة إحدى الكليتين على ترشيح الشوائب من الدم. ويمرّ الفشل الكلوي بمراحل عدة، هي: 1- الفشل الكلوي الحاد: فقد مفاجئ لوظائف الكلى، يصيب حوالي 3 أشخاص من بين كل 10 آلاف شخص في أميركا، سنوياً. ويمكن أن يهدّد الحياة نتيجة تراكم السوائل والنفايات في الجسم، ما يتبعها من اختلال في توازن العمليات الكيميائية في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن غالبية المصابين بالفشل الكلوي الحاد يتماثلون للشفاء بمجرد اكتشاف السبب المرضي وعلاجه، علماً أن زمن الإصابة بالفشل الكلوي الحاد قد لا يتجاوز أياماً قليلة من تاريخ الإصابة به. 2- الفشل الكلوي المزمن:فقد متزايد ومتدرّج لوظائف الكلى، وينتج عن إهمال العلاج. ووفقاً للتقارير الطبية، يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي المزمن إلى فشل كلوي في مرحلته النهائية، ما يتطلب في معظم الحالات القيام بغسيل كلوي أو جراحة لزرع كلى جديدة. 3- الفشل الكلوي في مرحلته النهائية: يحدث عند هبوط وظائف الكلى إلى أقل من 10% من المستوى الطبيعي، بحيث لا تعد قادرة على أداء مهامها الضرورية للتخلص من النفايات والماء الزائد من الجسم. وتبين تقارير طبية أن مرضى السكري يمثّلون غالبية المصابين بالفشل الكلوي في مرحلته النهائية. وقد يخضع المصابون في هذه المرحلة إلى الغسيل البريتوني، أو زراعة كلية جديدة حسب تقدّم الحالة. ويحذّر الخبراء من إهمال العلاج في هذه المرحلة، حيث قد يؤدي التراكم المتزايد للسموم والأملاح إلى الوفاة بسبب اضطراب ضربات القلب. - أسباب شائعة مسؤولة عن الفشل الكلوي: * الإصابة بالسكري: يعتبر السبب الرئيس في الإصابة بالفشل الكلوي بنسبة تصل إلى 45% من الحالات المصابة. وقد يستغرق تأثير ارتفاع السكر في الدم على الكلى سنوات عدة حتى تفقد الكلى قدرتها التامة على ترشيح النفايات من الدم والتخلص منها عبر البول، ما يحدث تراكماً للسموم في الدم وظهور أعراض الفشل الكلوي على المريض. * ضغط الدم المرتفع: يعتبر ارتفاع ضغط الدم المرتفع من بين الأسباب الشائعة للفشل الكلوي، بعد الإصابة بالسكري، وذلك بنسبة تصل إلى 33% من الحالات المصابة به، ويعزو السبب إلى تأثير ارتفاع ضغط الدم على الشرايين الصغيرة الموجودة في الكلى، ما يصيبها بالتصلّب مؤدّياً للإصابة بالفشل الكلوي. * الالتهاب الكلوي الكبيبي: يتسبّب الالتهاب الكلوي الكبيبي في الإصابة بالفشل الكلوي المزمن الناتج عن عدم قيام المرشحات بوظائفها بكفاءة، وهذه الأخيرة حزم دقيقة من الشعيرات الدموية تقوم بترشيح الدم في الكليتين عن طريق إزالة السموم الزائدة مع النفايات من الدم، ما يؤدي إلى تراكم السوائل في جميع أجزاء الجسم ، بما فيها الوجه والساقان واليدان، والمعروف طبياً ب"الأديما" أو "الاستسقاء". * التكيّس الكلوي المتعدد: اضطراب وراثي تنتج عنه تجمّعات أو عناقيد من أكياس غير سرطانية ممتلئة بسائل في نسيج الكليتين، ما يتسبّب في تضخّم الكليتين وإعاقة وظائفه. وتبين التقارير الطبية الصادرة عن جامعة "هارفارد" الأميركية أن مرض التكيّس الكلوي المتعدد قد يصيب حوالي نصف مليون ممّن يتجاوزون سن الثلاثين في الولاياتالمتحدة الأميركية. وتكشف دراسات سريريّة عن وجود نوع نادر من هذا المرض يصيب الأطفال، وعادة ما يظهر في سن الرضاعة. والجدير بالذكر أنّ العديد من الأطفال المصابين بهذا المرض، تتطور حالتهم حتى يصابوا بالفشل الكلوي المزمن. - أعراض شائعة: بصورة عامة، لا يشعر المريض بأية أعراض في خلال المراحل الأولى لنقص وظائف الكلى، وقد لا تبدو هذه الأخيرة سوى في المراحل المتقدمة من الفشل الكلوي، وأبرزها: . ارتفاع نسبة البروتين (الزلال) في البول. . قلة التبول، حتى لو زاد عدد مرّات التبول. . فقد الشهية. . تورّم الساقين، مع تراكم السوائل فيهما. . تغييرات ذهنية، مثل الإعياء والهياج والارتباك وتقلبات المزاج. . الغثيان والقيء. . نقص في الوزن. . شحوب في الوجه. ويشمل التشخيص إخضاع المريض للفحوص التالية: . فحوص لوظائف الكلى (النتيروجين واليوريا والكرياتينين) والتي تكشف عن كيفية عمل الكلى. وتشير دراسات سريرية إلى أنّ المستويات المرتفعة من "الكرياتينين" في الدم تعدّ مؤشراً خطيراً على تناقص وظائف الكلى، علماً بأنّ الرجال لديهم مستويات أعلى من "الكرياتينين" لأنهم أكثر قوة في العضلات والهيكل العظمي من النساء. . اختيارات الدم لقياس مستويات المعادن والأملاح، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والبيكربونات والكالسيوم والماغنسيوم والفسفور. . إحصاء كامل لعدد خلايا الدم للكشف عن "الأنيميا"، إذ يؤكد الأطباء على أهمية هذا التحليل، لأنّه في حالات الفشل الكلوي تنخفض قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، ما يتسبّب في الإصابة بفقر الدم. . جمع البول على مدى 24 ساعة للكشف عن الكرياتينين والبروتين، بصفة دورية. . أخذ عيّنة من الكلى لفحصها. . إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للكليتين والبطن. . إجراء تصوير للبطن باستخدام أشعة إكس، أو الأشعة المقطعية، أو بالرنين المغناطيسي. - خيارات العلاج: ثمّة عدد من الوصايا العلاجية والغذائية في حال الإصابة بالفشل الكلوي الحاد، أبرزها: . تحديد الكميات المتناولة يومياً من البروتين والمتمثّل في اللحوم الحمراء والأسماك والدجاج والبقول والمكسّرات، وذلك لمنع الكلى من الاضطرار إلى التعامل معه، وبالتالي الحدّ من تراكم السوائل والفضلات الزائدة الناتج عن القصور الكلوي. وفي هذا الإطار، تشير تقارير طبية إلى أنّ المرض المصابين بقصور في الكلى والذين يفرطون في تناول البروتين يزداد لديهم مستوى "اليوريا" في الدم، ما يسبّب لهم الشعور بالخمول والغثيان والصداع والإعياء الدائم. . الحد من تناول الأطعمة المحتوية على نسبة مرتفعة من ملح الصوديوم، كاللحوم المعلّبة والوجبات السريعة والأطعمة المحفوظة والمخللات، وذلك لتسبّب الصوديوم في زيادة سوائل الجسم وارتفاع ضغط الدم ما يمثّل خطورة على المرضى المصابين بقصور الكلى. . استشارة الطبيب في شأن الكمية المتناولة من الماء يومياً، وخاصة المصابين بتورّم في أماكن مختلفة في الجسم. . ينصح الأطباء المصابين بقصور في وظائف الكلى بالحد من تناول الأطعمة المحتوية على البوتاسيوم، كالفاكهة وبخاصة الموز. ويعزو الباحثون الأمر إلى ارتباط المستويات المرتفعة أو المنخفضة من البوتاسيوم باضطراب في ضربات القلب ما يمثّل خطورة على حياة مرضى الفشل الكلوي، بالإضافة إلى عدم قدرة الكلى على التخلّص من البوتاسيوم الزائد. . يجدر الحد من تناول الأطعمة المحتوية على الفوسفات، كمنتجات الألبان والفول السوداني واللحوم بأنواعها والبقول الجافة ونخالة الحبوب، ويعزو الباحثون ذلك إلى أن قصور الكلى يتسبّب في ارتفاع مستويات الفوسفات في الدم، ما يسبّب حكة وألماً في العظام. . تؤدي الإصابة بالفشل الكلوي إلى انخفاض إنتاج الكلى لبعض الهرمونات المؤثرة على ضغط الدم وسلامة العظام، ما يتسبّب في ارتفاع ضغط الدم ولين العظام. وفي هذا الخصوص، ينصح باستشارة الطبيب في تناول جرعات محددة من الفيتامين "دي" والكالسيوم لمنع لين العظام والسيطرة على مستويات الفوسفات في الدم. . تجنّب تناول أية أدوية بدون استشارة الطبيب، نظراً إلى أن بعض الأدوية يمكن أن يتراكم بسهولة لدى مرض الفشل الكلوي إلى مستويات عالية من السموم في الدم بسبب انخفاض وظائف الكلى. . الانتظام في ممارسة الرياضة لمساعدة الجسم على التخلّص من السوائل والأملاح والنفايات الزائدة. أما في حال القصور الكلوي المزمن، فغالباً ما يتمثّل العلاج في الغسيل البريتوني أو الدموي حسب تقدّم المرض، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لزرع كلية جديدة.