الرئيس السوداني يتذمر من حماية قوات حفظ السلام الأممية للمواطنين، ويعتبر أنها أصبحت عبئا أمنيا على النظام. ميدل ايست أونلاين لإخفاء الجرائم المرتكبة في حق السكان القاهرة - قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الأحد إن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دارفور اصبحت عبئا أمنيا ويجب أن تغادر البلاد ليزيد من خلاف أدى بالفعل إلى اغلاق مكتب تابع للقوة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي 'يوناميد' في الخرطوم. وقال البشير في مؤتمر صحفي "قوات اليوناميد أصبحت عبئا أمنيا علينا أكثر من أنها داعم وهي عاجزة عن حماية نفسها وهذه القوات جاءت تحمي التمرد وليس المواطن". وأضاف "نريد الآن برنامجا واضحا لخروج قوات اليوناميد.". وتفجر صراع دارفور في عام 2003 عندما حملت قبائل افريقية في معظمها السلاح ضد الحكومة في الخرطوم. وقال مراقبون إن قرار البشير يثبت الهضم الواضح للحريات في السودان، وانتهاج النظام لسياسة منغلقة لتبرير الجرائم التي تقع في دارفور. وقال السودان الأسبوع الماضي إنه أغلق مكتب حقوق الانسان التابع ليوناميد في الخرطوم وسط توترات بسبب مزاعم عن جرائم اغتصاب جماعي ارتبكها جنود سودانيون في قرية نائية في دارفور. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من اعلان السودان إنه طلب من يوناميد اعداد خطة خروج. ويرى متابعون أن الخرطوم تريد تخفيف الضغط الدولي المسلط عليها بشأن تواتر عمليات انتهاك حقوق الإنسان في اقليم دارفور، عبر تبريرات غير مقنعة لا تستطيع الصمود أمام اتهامات المجتمع الدولي للنظام السوداني بممارسته منظومة أمنية قمعية. وكانت يوناميد أكدت أنه طلب منها وضع خطة خروج وقالت إن قرارا لمجلس الأمن تمت الموافقة عليه في اغسطس آب ذكر ذلك على أنه خيار. وقالت إن تقييما سيكون معدا بنهاية فبراير شباط. ويأتي أحدث خلاف بعد أن رفض السودان طلبا لقوات اليوناميد بزيارة قرية تابت في شمال دارفور للمرة الثانية. ويقول متمردو دارفور إن قوات سودانية اغتصبت نحو 200 إمراة وفتاة في قرية تابت. ونفت الخرطوم مزاعم الاغتصاب واصفة إياها بالأكاذيب التي تهدف إلى تشويه صورتها إلا أن المتمردين يصرون على وقوع جريمة الاغتصاب. وكان السودان رفض في البداية السماح ليوناميد بزيارة قرية تابت على الاطلاق لكنه سمح لها في وقت لاحق بالدخول. ولم تعثر يوناميد على أدلة على المزاعم بارتكاب القوات السودانية جريمة الاغتصاب. ولكن الأممالمتحدة قالت في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني إنها تشعر بالقلق جراء التواجد العسكري الكبير أثناء سؤال ضحايا الاغتصاب المزعوم. ووفقا لتقرير ليوناميد فان الفريق الذي زار القرية بعد خمسة ايام من منعه لاحظ انتشارا كثيفا للجنود في القرية يراقبون التحقيقات ويسجلون المقابلات التي يجريها المحققون مع السكان. وجرى نشر قوة يوناميد في دارفور منذ عام 2007 بتفويض لكبح العنف ضد المدنيين في صراع أدى إلى أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير بعد مزاعم بارتكابه جرائم حرب وقتل جماعي. وقتل جراء النزاع الذي اندلع عام 2003 في الاقليم اكثر من 300 الف شخص كما هجر اكثر من مليوني مواطن اماكنهم، وفقا للامم المتحدة.