دعا الطيب مصطفى – خال المشير البشير والمعبر عن أكثر دوائر الإنقاذ انغلاقاً وتطرفاً – إلى إعلان التعبئة العامة وفتح معسكرات الدفاع الشعبي واعتقال قيادات الحركة الشعبية بالشمال . وأوضح في تصريحات لصحيفة (الانتباهة) اليوم 21 مايو أن قيادة الحركة الشعبية خاصةً قطاع الشمال بمن فيه عرمان ينبغي أن تُعتقل لتعاطفها مع الجيش الشعبي باعتبار أن ذلك خيانة للوطن، وأوضح أن وجود تلك القيادات طليقة يشكِّل خطرًا على (أمن البلاد) ، ودعا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. ويزيد دخول الطيب مصطفى العاجل للاستثمار السياسي لاعتداء دوكرا شمال أبيي الخميس 19 مايو ، يزيد من الشكوك حول طبيعة هذا الاعتداء وأهدافه . فبينما اتهم نائب مدير الاستخبارات العسكرية اللواء صديق عامر الجيش الشعبي بتنفيذ الاعتداء ، اتهمت الحركة الشعبية بمنطقة أبيي دوائر في القوات المسلحة نفسها بتدبير الهجوم ، لمنع زيارة مجلس الأمن الدولي للمنطقة ، ولتبرير اجتياح أبيي لاحقاً . ومما يرجح اتهامات الحركة الشعبية حضور الاستخبارات العسكرية الكثيف في الأمر ، حتى ان نائبها هو الذي أعلن الهجوم ، وهذا من غير المعهود في مثل هذه الحالات ، مما يشير إلى أن العملية برمتها من شؤون ( الاستخبارات) . والشاهد الآخر على ان اعتداء دوكرا ربما يكون عملية استخباراتية ، دخول الطيب مصطفى السريع لاستثمار الاعتداء سياسياً وامنياً بالدعوة لاعتقال الأستاذ ياسر عرمان ، وهي دعوة تندرج ضمن أسبقيات المؤتمر الوطني الأمنية ، وظلت الدوائر الأكثر انغلاقاً وتطرفاً تهم بها منذ زمن ، وسبق ودعا الطيب مصطفى مرارا إلى حظر نشاط الحركة الشعبية في الشمال والى محاكمة عرمان بتهمة (الخيانة العظمى) ، ولم تقتصر هذه الدوائر على دعوات المنابر وحدها ، وإنما رتبت إجراءات أمنية ، فتم اعتقال الأستاذ وليد حامد القيادي في قطاع الشمال ، واعتقال عدد من نشطاء وكوادر الحركة الشعبية في الخرطوم والولايات ، بل وتعذيبهم ، ومصادرة أموال وممتلكات خاصة لعدد من قيادات القطاع ، مثل الأساتذة وليد حامد وياسر جعفر وعبد الباقي مختار . وتخشى الإنقاذ حالياً أكثر ما تخشى من تحريك الحركة الشعبية للتظاهرات في الخرطوم ، احتجاجاً على تزوير انتخابات جنوب كردفان ، وهو الخطر الذي تربطه الإنقاذ بياسر عرمان تحديداً ، ويبدو انها في خطوة استباقية دبرت استفزازاً عسكرياً في أبيي ، يخدم لها عدة أهداف في ذات الآن .