1- القائد عبدالعزيز الحلو ؟ قرأت خطاب استقالة القائد عبدالعزيز الحلو ، واسجل بعض الملاحظات ادناه : اولاً : يجسد خطاب استقالة القائد عبدالعزيز الحلو مشكلة وطنية كبرى ، وليست مشكلة محصورة في الحركة الشعبية الشمالية ، وبالتالي ندعو السيد الامام ، ومعه الرئيس جبريل والرئيس الدقير ، للعمل سوياً على معالجتها قبل ان تستفحل ، وتضر بالوطن ، وبتحالف قوى نداء السودان . ثانياً : تعنت نظام البشير في الوصول الى تسوية سياسية مع المعارضة المدنية والمسلحة استولد كل المشاكل والتشاكسات التى عشناها في قبائل المعارضة . لو قبل الرئيس البشير اتفاقية مالك عقار – نافع في يوم الثلاثاء 28 يونيو 2011 ، لما قرأنا خطاب استقالة القائد عبدالعزيز في يوم الثلاثاء 7 مارس 2017 . لو عمل نظام البشير على تفعيل بروتوكولات اتفاقية السلام الشامل في يناير 2005 حول المنطقتين ، لما احتاج القائد عبدالعزيز ان يقدم استقالته في مارس 2017 . تعنت نظام البشير ، والعابه القردية ، وشراء ذمم ضعاف النفوس ... هذه وتلك ومثلهما معهما ... يجسدون الدودة التي تنخر في جسد الجسم المعارض ، وبالتالي في جسد الوطن ، وتجلب له السهر والحمى والاستقالات . فرنبة البطل عبدالواحد النور وخروج القائد مني اركو مناوي كانتا نتيجة مباشرة لعدم إنفاذ نظام البشير اتفاقية ابوجا مايو 2006 ، والتي حولها نظام البشير إلى ( مساعد حلة ) ، بعد إنصراف روبرت زوليك . والمتضرر هو الوطن وليس الحركة الشعبية الشمالية ، ولا حركات دارفور المسلحة ، لان نظام البشير صار يصرف مداخيل الوطن في شهر على يوم حرب اهلية ، فيحرم قطاعات الصحة والتعليم والتنمية وغيرهم من قطاعات اجتماعية من الموارد المالية التي يتم هدرها في الحرب الاهلية . لولا قريشات نظام البشير ، لما وقف بروتس زول سوبا يخطب في رجرجة ورعاع روما في عام 2002 : جئت لأدفن القيصر وليس لامدحه . ولا يزال القيصر شامخاً باذخاً كشجرة التبلدي ، فتأمل . ثالثاً : ازعجني ان احد مطالب القائد عبدالعزيز في خطاب استقالته ( الإعتراف بحق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة ) سوف ينسف اعلان باريس في 8 اغسطس 2014 ، الذي بُني على نبذ الجبهة الثورية حق تقرير المصير لدارفور والمنطقتين . والاهم فان جنوب كردفان تسكنه قبائل عربية بالاضافة لقبائل جبال النوبة ، وحاله يختلف جذرياً عن جنوب السودان . مثل اعلان باريس حجر الزاوية : + لاعلان اديس ابابا سبتمبر 2014 ، + وتكوين تحالف قوى نداء السودان في ديسمبر 2014 ، + وقرار مجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه رقم 456 في سبتمبر 2014 ، واجتماعه رقم 539 في اغسطس 2015 ، + وخارطة طريق مبيكي التي وقع عليها تحالف قوى نداء السودان في اغسطس 2016 . هذه إنتكاسة قدر الضربة ، ويجب التصدي لها وهزيمتها حتى لو اضطر الامر لقبول استقالة القائد عبدالعزيز ، رغم ان مجلس تحرير جبال النوبة ، ذا الشوكة ، قد رفض وبالاجماع قبول استقالته . رابعاً : اصرار القائد عبدالعزيز في مسالة الترتيبات الامنية على بقاء الجيش الشعبي واقفاً وحاملاً السلاح لمدة 20 سنة بعد الاتفاق السياسي مع نظام البشير ، سوف يعرقل الوصول الى اتفاقية مع نظام البشير . في يوم الجمعة اول يوليو 2011 ، مزق الرئيس البشير اتفاقية عقار – نافع في مسجد والده في كافوري ، الإتفاقية التي كانت تدعو لدمج جيش الحركة الشعبية في الجيش السوداني بمجرد الوصول إلى تسوية سياسية . خامسًاً : عنون القائد عبدالعزير خطاب استقالته لمجلس تحرير جبال النوبة وليس للرئيس مالك عقار ، مما يؤكد فجوة الثقة بين القائد عبدالعزيز من جهة والفريق مالك عقار والقائد ياسر عرمان من الجانب المقابل . ربما خلق ذلك إستقطاباً وتقسيم الحركة الشعبية الى قسمين : الحركة الشعبية ( جبال النوبة ) والحركة الشعبية ( جنوب النيل الأزرق ) ، الامر الذي يضر بوحدة العمل المعارض . سادساً : كون والد القائد عبدالعزيز من المساليت وليس من اثنية النوبة ربما لا تلعب دوراً مرجحا في قبول استقالته ، كون القائد عبدالعزيز مدعوم من مجلس تحرير جبال النوبة ، الذي رفض استقالته ، وبالإجماع . مجلس تحرير جبال النوبة ذو شوكة في الحركة الشعبية . سابعاُ : صانع الملوك في هذه المسألة هو القائد جقود مكوار رئيس هيئة الاركان للحركة الشعبية الشمالية . القائد جقود من قبيلة المورو ، وهي خامس قبيلة في جبال النوية من حيث العددية السكانية بعد قبائل النيمانج ، والكواليب ، والميري ، والأطورو . وقبيلة المورو من أغنى قبائل جبال النوبة من ناحية الثروة الحيوانية . هل تتذكر ، يا حبيب ، كجور المورو ( ازمي ) ، الذي ينزل المطر مدراراً ، وهو سبر ( الطرنقا ) ، وترجمتها بعربي كاب الجداد الرعد ؟ جد القائد جقود هو ابو المسك كافور الاخشيدي الذي حكم مصر حتى وفاته عام 968 ، والذي خلده المتنبي في قصائده : لا تشتر العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد اذا دعم القائد جقود موقف القائد عبدالعزيز ، كما دعمه مجلس تحرير جبال النوبة ، وهو مجلس له انياب حداد ، فسوف تتفكك الحركة الشعبية الشمالية الى قسمين نيل ازرق وجنوب كردفان . ولكن موقف عناصر وكوادر جيش الحركة الشعبية هو الذي يقرر في نهاية المطاف . ثامناً : هل يقبل الفريق مالك عقار التضحية بالقائد ياسر عرمان لضمان سحب القائد عبدالعزيز خطاب استقالته ، خصوصا وهذا مطلب مجلس تحرير جبال النوبة ، ذي الشوكة ؟ لا ننس علاقة القائد ياسر المميزة مع القوى الدولية والاقليمية ، وهو الذي يجلب الدعم المادي والتسليحي للفريق مالك عقار . وبالتالي سوف يكون من الصعب على الفريق مالك عقار التضحية بالقائد ياسر عرمان، فهو باق ما بقيت الحركة الشعبية . تاسعاً : الرئيس سلفاكير في تولاه ، ولا يمكن التعويل عليه في التوسط لحسم الخلاف داخل الحركة الشعبية الشمالية . عاشراً : يقول لك مدير مؤوسسة مبيكي الخيرية ، إن مبيكي ( وبالتالي الاتحاد الافريقي ومجلس الامن والمجتمع الدولي ) سوف يقف في صف ( مالك عقار+ ياسر عرمان ) وضد القائد عبدالعزيز لمواقفه المدابرة لقرارات الاتحاد الافريقي المدعومة من مجلس الامن . ولكن الخلاف صار شخصياً ، ولا تصلح معه الموضوعية ، ومبدأ تقليل وتصفير الخسائر ، وتجنب إستفزاز القوى الكبرى . الشخصنة لا تعترف بالموضوعية ؟ ربما هاتف مبيكي القائد جقود مكوار اليوم لينوره عن الخلاف داخل الحركة الشعبية ، لانها صارت الكارت الوحيد الذ يحمله مبيكي في اياديه ، بعد أن تخلى عن خارطة طريقه ، وتخلى عن حركات دارفور المسلحة ، وتخلى عن حزب الامة ، وصار يركز على تسوية سياسية بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية ، كما حرشه القائد ياسر . وفجاة تندلع النيران في خيمة الحركة الشعبية ، وفي وجه مبيكي ؟ احد عشر : ما هو موقف المعلمة من هذا الصراع العبثي ؟ لا تبخس المعلمة اشياءها ، فهي مستشارة كلمتها ماشة على صبيان ترامب الهواة ، وهؤلاء صناع ملوك رغم إنهم هواة . ولكن يمكن إفتراض انها سوف تحاكي مبيكي ، وتقف في صف ( مالك عقار + ياسر عرمان ) . اثنا عشر : افترض ان السيد الامام سوف يقف على الحياد ويترك القادة في الحركة الشعبية الشمالية يحلون مشاكلهم فيما بينهم ، كما فعل في موضوع الجبهة الثورية . ولكن ادعو السيد الامام الاتصال بالقائد جقود مكوار اليوم وقبل ان يهاتفه مبيكي لمعرفة الموقف على حقيقته ، لان القائد جقود صانع ملوك في الحركة الشعبية الشمالية . امر مؤسف ان تتفجر هذه الخلافات والسيد الامام بصدد تدشين مبادرته مشروع ميثاق ( دليل بناء الوطن ) ؟ في يوم ، قال ابوالعلاء المعري : أترومُ من زمنٍ وفاءً مُرضياً، إنّ الزّمانَ، كأهلِه، غدّار تقِفونَ، والفُلكُ المُسخَّرُ دائرٌ، وتقدِّرونَ، فتَضحكُ الأقدار Facebook page : file:///C:/Users/hp/Desktop/1SkpgUir.htm Email: [email protected]