قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، بزعامة مالك عقار،إنها اقترحت على آلية الوساطة الافريقية الرفيعة برئاسة ثابو امبيكي، ثلاثة خيارات للتفاوض مع الحكومة السودانية حول الشأن الإنساني في ظل وجود جسمين للحركة، وجددت في الوقت ذاته التأكيد على ايقاف المفاوضات السياسية. عقار يتوسط ثابو أمبيكي وعبد السلام أبو بكر وإلتقى وفد من الحركة الشعبية مكون من مالك عقار، وياسر عرمان، ومبارك أردول، الثلاثاء بأطراف إفريقية ودولية على هامش قمة الإتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا. واجتمع الوفد مع ثامبو أمبيكي، وعبدالسلام أبوبكر، من الآلية الرفيعة، بجانب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فينك هايثوم، كما إلتقى المبعوث النرويجي وممثلين من ألمانيا، ووفد من لجنة خبراء الأممالمتحدة وأعضاء من مجلس السلم الإفريقي. وقال المتحدث باسم الحركة مبارك اردول، في بيان تلقته (سودان تربيون) الثلاثاء، إن الحركة الشعبية إقترحت على الآلية الرفيعة برئاسة أمبيكي ثلاثة خيارات، آخذين في الإعتبار إن القضايا الإنسانية كانت محل إتفاق بين الطرفين، مسبقاً وجرى نقاش حولها". وأوضح أن الخيارات التي طرحت تشمل تكوين وفد واحد من المختصين في العمل الإنساني لطرح موقف موحد يمثل الحركة، إذا قبل الطرفان ذلك، بجانب تكوين وفدين بموقف تفاوضي موحد، فضلاً عن تكوين وفدين بموقفين تفاوضيين لكل منهما. وأكد أردول التزام الحركة بالحل الشامل في السودان وإعطاء أولوية قصوى لمعالجة الوضع الإنساني، مشيراً إلى عقد ورشة بالعاصمة التنزانية دارالسلام أواخر مايو الماضي، تم فيها مراجعة شاملة للقضايا الإنسانية والعملية السياسية والمقترح الإمريكي وتوصلت لمواقف جديدة. وأوضح أن وثيقة الإتحاد الإفريقي حول وقف العدائيات الإنساني صممت من عنصرين رئيسيين هما، إجراءات العملية الإنسانية ووقف العدائيات من جهة، كما ربطت ذلك بعملية سياسية على أساس خارطة الطريق. وقال إن الحركة أبلغت الآلية الرفيعة بأن النظام تنصل عن الخارطة وعقد على نحو منفرد حواره الوطني، الذي لم يكن شفافاً أو شاملاً ولم يفضي الى حلول. مردفاً "لذا فإن العملية السياسية اللازمة لوقف العدئيات لم تعد موجودة، ولابد من عملية سياسية جديدة التي لا تستطيع خارطة الطريق الحالية تلبيتها". وشدد على أن الحركة الشعبية ملتزمة فقط بحل القضية الإنسانية ولن تشارك في أي مفاوضات سياسية، مؤكداً أن التخريب الذي ألحقه النظام بخارطة الطريق لا توجد معه عملية سياسية تشارك فيها الحركة الشعبية. وأفاد أردول أن الحركة الشعبية طالبت الآلية الإفريقية بأن تبنى أي عملية سياسية في المستقبل على أسس واضحة، بينها اعتراف النظام بالأزمة السياسية وبوقف الحرب عبر عملية سياسية شاملة تعالج جذور قضايا الحرب وخصوصيات مناطقها، وتحول نظام الحزب الواحد الى نظام تعددي ديمقراطي، إضافة إلى إتفاق المعارضة والحكومة على إعلان مبادئ كأساس للحل الشامل يحتوي ترتيبات إنتقالية سياسية جديدة، مشدداً على أن أي حل سياسي لابد أن يربط بين عملية السلام والتحول الديمقراطي كحزمة واحدة. وأشار الى إن الوفد سيواصل لقاءاته، كما سيتوجه لعدد من البلدان الإفريقية لشرح رفض النظام لأي عملية سياسية متكافئة وإنتهاكات حقوق الإنسان وإعتراض العمليات الإنسانية لا سيما في المنطقتين ودارفور، مضيفاً " سلم الوفد رسالة مكتوبة للآلية الرفيعة حوت معالجة لمستجدات الوضع الإنساني والسياسي". وحول خلافات الحركة الشعبية الداخلية، قال أردل إن الخلافات يجب أن لا تؤدي بالحركة لعدم الإيفاء بتعهداتها لحل القضية الإنسانية كأولوية ووضع مصالح المدنيين في المقدمة. وكان مجلس تحرير جبال النوبة، قرر في يونيو الماضي تنصيب عبد العزيز الحلو رئيسا مؤقتا للحركة الشعبية ، وإقالة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان ومنعهما من دخول ما يطلق عليه "المناطق المحررة"، ما فاقم حالة الانقسام التي تعيشها الحركة . ووصف مالك عقار، في تصريحات سابقة ، تنصيب الحلو رئيسا على الحركة بأنه "إنقلاب استند إلى تحالفات قبلية"، واقترح اختيار قيادة مؤقتة حسب أقدمية المجلس القيادي الحالي.